responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شرح مسائل الجاهلية نویسنده : الحازمي، أحمد بن عمر    جلد : 1  صفحه : 20
وعرفها ابن الأثير بقوله: هي الحال التي كانت عليها العرب قبل الإسلام. الحال يعني الصفة, من عادات وتقاليد وأحوال ونحو ذلك, فالنظر هنا إلى الحال لا إلى ذي الحال, واضح؟ , النظر هنا إلى الحال, الصفة, أحوالهم, لا إلى أصحابها, لا إلى .. أصحابها, ولذلك قال: هي الحال التي كانت عليها العرب قبل الإسلام, إذاً على الجاهلية المطلقة, من الجهل بالله, هذه هي الحال, من الجهل بالله سبحانه ورسوله صلى الله عليه وسلم وشرائع الدين والمفاخرة بالأنساب والكبر والتجبر وغير ذلك. وغير ذلك دخل تحته ما حصل من الصفات, وهو تعريفٌ صحيح ولا غبار عليه, والمقصود به الجاهلية المطلقة, فلا يرد أن الجاهلية أطلقت بعد الإسلام لأنها نسبية مطلقة, وذِكْرُ العرب هنا هل يلزم منه ألا يكون اليهود والنصارى أهل جاهلية؟ , إذا قيل: الحال التي كانت عليها العرب قبل الإسلام, هل وصف الجاهلية يكون خاصاً بالعرب؟ الجواب لا, وإنما ذَكَرَ العرب مثالاً, لأن النبي صلى الله عليه وسلم عربي وبُعث إلى قوم هم عرب في الأصل وكانت دعوته عامة, فذكر العرب ليس بالتخصيص وإنما هو مثال, كما قال سيبويه: الاسم كـ (زيد) , قال هذا للتخصيص؟ لا يوجد عندنا اسمٌ إلا (زيد)؟ لا, إنما المراد مثال, حينئذٍ العرب هم أكثر من فشت فيهم أشياء من .. أشياء من .. من أمور الجاهلية, إذاً تخصيص العرب هنا أو ذِكْرُ العرب مثال, ولا يعتبر تخصيصاً للفظ (الجاهلية) , يدل على ذلك وصف الحال من الجهل, لقوله: من الجهل بالله سبحانه ورسوله. هذا وصفٌ عام يشمل العرب وزيادة, حينئذٍ يكون ذكر تعليلاً وهو أعم من .. من العرب, فهو عامٌ في العرب وغيرهم, وقال ابن حجر في الفتح في الجزء الأول صفحة 85: والجاهلية ما قبل الإسلام. الجاهلية .. ما قبل الإسلام, هذا الأًصل فيها, وقد يُطلق في شخصٍ معين أنه في حال جاهليته, الأصل فيها أنها ما قبل الإسلام وهي الجاهلية المطلقة, وقد يُطلق .. هذا على قلة, في شخصٍ معين .. أي في حال جاهليته, وهذا تعريف صحيح كذلك, والحاصل أن الجاهلية الأصل فيها أنها ما قبل الإسلام, ما قبل .. الإسلام, والأصل فيها أنها مطلقة, أنها .. مطلقة, وأكثر إيرادها في الشرع مرادٌ بها .. أو مراداً بها هذا المعنى, أنها إذا جاءت في نصوص الشرع فيراد بها الجاهلية المطلقة وهي التي قبل الإسلام, ولذلك لا تُحمل على الجاهلية النسبية إلا بقرينة, فلما قال (إنك امرؤٌ فيك جاهلية) , (إنك) خطاب لمسلم ومعلوم أنه ليس في جاهلية مطلقة لأنها قد ارتفعت ببعثة النبي صلى الله عليه وسلم, فدل ذلك على أن المراد بها الجاهلية النسبية, إذاً أكثر ما تَرِد في الشرع مرادُ بها هذا المعنى وهو الجاهلية المطلقة أي ما كانت قبل الإسلام.

بل نص النووي رحمه الله تعالى كما نقل عنه في (الفتح) أنها تُفسَّر بهذا في أي نصٍ وردت فيه, بمعنى أنها محمولة على الجاهلية المطلقة, وهذا فيه شيءٌ من النظر, فيه شيء من .. من النظر, بل قد يُراد بها النسبية, ومما يدل على أن الأصل هي المطلقة, إذا جاءت في نصوص الشرع, ولا تُحمل على النسبية إلا بقرينة, أنها قد وردت هذه اللفظة في القرآن في أربعة مواضع, في أربعة مواضع.

نام کتاب : شرح مسائل الجاهلية نویسنده : الحازمي، أحمد بن عمر    جلد : 1  صفحه : 20
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست