والجاهلية, فذا يدل على أن إطلاقات أهل العلم بأن الجاهلية ما قابل الإسلام أو ما قبل الإسلام هو إطلاق صحيح, وحينئذٍ لا نحتاج إلى إطلاق لفظٍ أو تعريف يشمل النوعين, لا نحتاج إلى تعريف للجاهلية يشمل النوعين, الجاهلية المطلقة و .. والمقيدة, بل نعرف الجاهلية المطلقة ثم إن وُجد صفة من صفات تلك الجاهلية في مسلم حكمنا عليه بأنه وقع في جاهلية, ولا نحتاج إلى تعريفٍ مستقل.
وأختم بكلام الألوسي رحمه الله تعالى في كتابه (بلوغ الأرب في معرفة أحوال العرب) الجزء الأول الصفحة 15 حيث عَنْوَن لمعنى الجاهلية وما تطلق عليه قال رحمه الله: الجاهلية الزمان الذي كثر فيه الجُهَّال الجاهلية, الجاهلية الزمان الذي كثر فيه الجهال الجاهلية, وهي ما قبل الإسلام. هكذا أطلقه رحمه الله تعالى فوافق غيره من الأئمة, وقيل, أتى بلفظ (قيل) وهي صيغة تمريض يدل على أن اختياره هو الأول, وقيل: أيام الفترة وهي الزمن بين الرسولين, وهذا التعريف خطأ, لأنه لا وجود لهؤلاء الذين يُقال بأنهم بين رسولين, وقد تُطلق على زمن الكفر مطلقاً, يعني سواء كان قبل الإسلام أو بعد الإسلام , وعلى ما قبل الفتح, وعلى ما كان بين مولد النبي صلى الله عليه وسلم والمبعث, هذه خمس إطلاقات كلها صحيحة إلا الثاني وهي ما قيل أنها .. ماذا؟ أيام الفترة التي هي الزمن بين الرسولين, لأن لا يوجد عندنا فترة زمن بين رسولين يعني لم يُكلفوا بشرع هذا لا وجود له, لا وجود له البتة, أمة من الأمم وطائفة من الطوائف خُلقت على هذه البسيطة ولم تُدرك الرسول السابق ولا أدركها اللاحق هذا لا وجود له إلا في الذهن, وهو باطل بنصوص الكتاب والسنة, وهذا يأتي في .. في محله.
إذاً هذه خمسة إطلاقات, ثم قال رحمه الله: وعن ابن خالويه أن هذا اللفظ ـ يعني الجاهلية ـ حدث في الإسلام في الزمن الذي كان قبل البعثة. كأنه يريد أنه لفظٌ شرعي وله حقيقةٌ شرعية, له حقيقةٌ .. شرعية, قال الحافظ في (الفتح): وهذا هو الغالب, يعني إطلاقها على ما قبل الإسلام, فإذا جاء النص حملناه على هذا المعنى, حينئذٍ تتفق كلمة أهل العلم في بيان حقيقة الجاهلية وأن المراد بها ما قبل الإسلام, ثم تنقسم جاهلية وتتنوع باختلاف الأشخاص وباختلاف الأماكن وباختلاف الأزمان وكل منها إلى جاهلية مطلقة وجاهلية مقيدة وكلها ترجع إلى قسمين اثنين, جاهلية حال, وجاهلية صاحب حال, يأتي في محله الدرس القادم إن شاء الله تعالى والله اعلم, وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
ــــــــــــــــــــــــ
س: (هل هناك شرح لهذه الرسالة توصي به؟)
ج: إني معي الشرحين, الألوسي وما كتبه دكتور يوسف السعيد وكذلك طُبع تفريغ الشيخ صالح الفوزان .. مطبوع, كلها كما ذكرت هي أشبه ما يكون بتنصيص على المسائل, يعني المراد بها التنصيص على أن هذا مما خالف فيه النبي صلى الله عليه وسلم من سبق, ولذلك لن نأتي على تعاريف السحر والطاغوت إلى آخره والطيرة .. لو أردنا أن نفتح ما ننتهي, نشرح (كتاب التوحيد) كله في هذه الرسالة, وهذا ليس بمقصود, أولاً نُطيل على أنفسنا وعليكم وثانياً قد يخرج الكتاب عن .. عن المقصود.