إذن جمع المصنف هنا قال: [أَسْأَلُ اللهَ] ثم قال: [ورَبَّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ] هذا كقوله تعالى: {الْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} قلنا كما سبق أن تعليق الحمد بلفظ الجلالة دون غيره لأنه المعبود بحق {الْحَمْدُ للهِ} يعني الحمد للمعبود بحق هكذا يعتقد القارئ، الحمد للمعبود بحق. لماذا علقت الحمد على المعبود بحق؟ لأنه رب العالمين فصار الوصف كالتعليل للحكم السابق لماذا؟ الحمد لله ـ كل المحامد جنس المحامد أفراد المحامد لله ملكًا واستحقاقًا واختصاصًا؟ لأنه رب العالمين. هنا قال: [أَسْأَلُ اللهَ الْكَرِيمَ] لماذا؟ لأنه لماذا سألته هو دون غيره؟ لماذا أفردته بالسؤال؟ لأنه رب العرش العظيم، ورب العرش يعني مالك العرش والخلق كلهم مقهورون تحت ذلك العرش العظيم فدل على ماذا؟ على أن توحيد الربوبية يعتبر تعليلاً لتوحيد الألوهية. يعتبر ماذا؟ تعليلاً لتوحيد الألوهية، ولذلك القاعدة أن توحيد الألوهية يتضمن توحيد الربوبية، وتوحيد الربوبية يستلزم توحيد الألوهية. إذن قدم وأخر المصنف هنا لما ذكرناه سابقًا.
[أَسْأَلُ اللهَ الْكَرِيمَ رَبَّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ أَنْ يَتَوَلاكَ] أن هذه حرف مصدر، ويتولاك هذا فعل مضارع والفاعل هو والكاف ضمير متصل في محل نصب مفعول به وأن وما دخلت عليه في تأويل مصدر مفعول به لأسأل لأن أسأل قلنا يتعدى بنفسه سأله كذا، وأسأله كذا، وأسأله عن كذا، أو أسأله عن كذا، سأل عن كذا، وسأل بكذا، فيتعدى بنفسه ويتعدى بحرف وهنا عداه بنفسه. وقوله: [أَنْ يَتَوَلاكَ] قلنا هذه جملة في محل نصب مفعول به للفعل.