قلنا هذا فيه اقتباس من قوله تعالى على لسان عيسى: {وَجَعَلَنِي مُبَارَكاً أَيْنَ مَا كُنتُ وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاة} الآية فعن ليث عن مجاهد وجعلني مباركا أي نفّاعًا. وش معنى نفّاعًا؟ يعني كثير النفع لغيره نفّاعًا للخلق ولا ينتفع هو لكن لا يكون الثاني هو الأصل لا يعمل إلاّ لنفسه لا نفّاعًا لغيره للخلق. وقيل كان بركته الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. {وَجَعَلَنِي مُبَارَكاً} أي آمرًا بالمعروف ناهيًا عن المنكر، وروي عن مجاهد قولاً آخر قال: {وَجَعَلَنِي مُبَارَكاً} أي معلمًا للخير حيث ما كنت معلمًا للخير هذا موافق لقوله نفّاعًا والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر داخل فيه حينئذ هل بين هذه المعاني تنافٍ؟ نقول: الجواب. لا. إذن: {وَجَعَلَنِي مُبَارَكاً} أي نفّاعًا آمرًا بالمعروف ناهيًا عن المنكر معلمًا للناس الخير كل المعاني هذه داخلة في الآية. إذن [وَأَنْ يَجْعَلَكَ مُبَارَكًا] أي يجعلك نفّاعًا لغيرك ومعلمًا للناس الخير بعد ما تعلمه، [وَأَنْ يَجْعَلَكَ مُبَارَكًا أَيْنَمَا كُنْتَ،] يعني لأينما توجهت فتصاحبك البركة [وَأَنْ يَجْعَلَكَ] هذا دعاءٌ آخر. كل هذه المعاني معاني دقيقة معاني تحتاج أن الطالب يقف معها ليعرف لماذا دعا له المصنف بمثل هذه الأمور؟ لأن زمن الفتن تتلاطم فيها العقول والأفهام وقد لا يتضح الحق حتى لبعض أهل العلم ولذلك الفتن قد يلتبس على بعض العلماء ايضًا لا يعرف فيها الحق فكيف بطالب علم! لكن إذا دعا الله عز وجل بأن يعصمه من هذه الأمور وأن يجعله مباركًا وأن يجعله ممن إذا أعطي شكر قد يكون فيه نوع خروج وعصمة من الفتن [وَأَنْ يَجْعَلَكَ] هذه يقال فيها ما قيل في السابق معطوف على و [أَنْ يَتَوَلاكَ] فأن وما دخلت عليه تأويل مصدر