[وَأَنْ يَجْعَلَكَ مِمَّنْ إِذَا أُعْطِيَ شَكَرَ، وَإِذَا ابْتُلِيَ صَبَرَ، وَإِذَا أذَنبَ اسْتَغْفَرَ] هذه ثلاث جمل دعا المصنف للطالب أن يكون مشتملاً عليها وقد جمعها في قلبه ولسانه وجوارحه، وعنون لها بأنها عِنوان السعادة عِنوان عُنوان بالكسر والضم يعني سمة أو اسم للسعادة والسعادة معلوم أنها ضد الشقاوة لأنه إما سعيد وإما شقي {فَمِنْهُمْ شَقِيٌّ وَسَعِيدٌ {105} فَأَمَّا الَّذِينَ شَقُواْ ..... وَأَمَّا الَّذِينَ سُعِدُواْ ...... } إذن هذا التصنيف القرآن صنف أو ما صنف؟! قسم الناس أولاً؟ قسم الناس فريق في الجنة وفريق في السعير أليس كذلك؟ حينئذ نقول السعداء لهم علامات والأشقياء لهم علامات. هؤلاء لهم طريق مباين ومنفصل عن طريق أولئك القوم الأشقياء وليس بينهما نقطة اجتماع، ولا يمكن أن يتفقا ولا أن تتوحد كلمتهم ولا يمكن أن توحد صفوفهم. لماذا؟ لأن النهاية مربوطة بالبداية، النهاية ما هي؟ {وَأَمَّا الَّذِينَ سُعِدُواْ فَفِي الْجَنَّةِ} هذه النهاية مربوطة بماذا؟ بالبداية وهو أن يكون على الطريق المستقيم , والشقاء نهايته ماذا؟ {فَأَمَّا الَّذِينَ شَقُواْ فَفِي النَّار} له بداية أولاً؟ نعم. نقول له بداية ومربوطة ببدايته. حينئذ لا يمكن أن يكون بين الطريقين توافق أو نقطة اجتماع البتة. فإن هؤلاء الثلاث المذكورات عُنوان السعادة، علامة السعادة، أسم للسعادة. متى ما اجتمعت في قلب عبدٍ مسلم موّحد لله تعالى فهو السعيد في الدنيا وهو السعيد في الآخرة إن انتفت أو انتفى واحد منها. فحينئذ جاء البديل ووجاء المقابل والنقيض وهو الشقاء والعياذ بالله.