الخامس: أن لا يستعملها فيما يكره أن لا يستعملها الشاكر فيما يكره المشكور يعني لابد أن يستعملها في طاعة الله تعالى أو فيما أحبه الله تعالى قال رحمه الله: فهذه الخمس هي أساس الشكر وبناؤه عليها فمتى علم منها واحدة اختل من قواعد الشكر قاعدة ولذلك قال: الشكر مقيد للنعم والكفر مزيل لها فإذا أراد المزيد فحينئذ عليه بماذا؟ بالشكر يشكر الله عز وجل ولو تعلم مسألة واحدة ولذلك تسمع من بعض طلاب العلم يجلس ساعة كاملة والمعلم من أول الساعة إلى آخرها يشرح المسائل ويقول ما أخذنا شيء اليوم إلا (لا إله إلاّ الله) كيف ما أخذت شيء! والساعة هذه أين ذهبت في القال والقيل هاه. نقول في شرح العلم ولو أخذت كلمة واحدة لا تقل ما أخذنا شيء اليوم ولا تقولونها اليوم ....... لآن هذه المعاني جليلة لابد من الوقوف عليها فإذا تعلم حرفًا واحدًا يقول: اللهم لك الحمد والشكر، يعترف بقلبه، ويثني على الله عز وجل بأنه مكنه من مجلس يجلس فيه ويسمع فيه ذكر الله عز وجل، ويسمع المسائل ولو لم تكن هي المقصودة في أصل الكتاب {ولَئِن شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ}.والفرق بين الشكر والحمد أن الشكر أعم من جهة أنواعه وأسبابه وأخص من جهة المتعلقات. الحمد يكون في مقابلة النعمة وماذا؟ وغيرها ومحله اللسان والشكر يكون في مقابلة النعمة فقط ومحله اللسان والقلب والجوارح فمن حيث المحال الشكر أعم من الحمد ومن حيث المتعلّق الذي يتعلق بالحمد والشكر نقول الحمد أعم من الشكر. إذن كل منهما له جهة عموم وله جهة خصوص من حيث ما يحمد عليه الرب جل وعلا ويشكر عليه، والشكر أخص لأنه لا يكون إلا في مقابلة نعمة وأما الحمد فإنما يكون في مقابلة النعمة وغيرها قال ابن القيم: والفرق بين الشكر والحمد أن الشكر أعم من جهة أنواعه وأسبابه لأنه يكون بماذا؟ النعمة وغيرها، وأخص من جهة المتعلقات والحمد أعم من جهة المتعلقات وأخص من جهة الأسباب ثم شرح ذلك فقال: الشكر يكون بالقلب خضوعًا واستكانة وباللسان ثناءً واعترافًا، وبالجوارح طاعةً وانقيادًا. متعلقةُ النِّعمُ دون الأوصاف الذاتية فيُحمدُ الله تعالى على علمه وحياته وكبريائه ولا يشكر على ذلك وهو المحمود على صفاته فمتعلق الحمد ماذا؟ النعم دون الأوصاف الذاتية فلا يقال شكرنا الله على حياته وسمعه وبصره وعلمه وهو المحمود عليه لا يقال في لسان العرب ذلك ولا شرعًا لا يقال ماذا؟ شكرنا الله على علمه وهو المحمود عليها، إنما يقول حمدنا الله على علمه لأن العلم ليس بنعمة، وإنما هو وصف دائم والمراد بالنعمة هنا الإسداء والإفضال على الخلق والإحسان كما هو محمود على إحسانه وعدله، والشكر يكون على الإحسان والنعم فهو خاص بها ولذلك جاء في القاموس أنه لا يكون إلا عن يدٍ وهذا معنى لغوي وهو ملحوظ في المعنى الشرعي. قال هناك: ولا يكون إلا عن يدٍ.