responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شرح العقيدة الواسطية نویسنده : الحازمي، أحمد بن عمر    جلد : 1  صفحه : 4
العقيدة: على وزن فعل بمعنى مفعولة كقَتِيلَة بمعنى مَقْتُولَة مُشتقة من مادة عَقَدَ، العين والقاف والدال، وهي مادة دالة على الإحكام والشدة، يعني: مَرَدُّهَا جميع ما يُشتق منها عَقَدَ ويَعْقِدُ وعَاقِدٌ ومَعْقُودٌ .. إلى آخره كلها دالةٌ على الإحكام والشدة، إذًا ثّمَّ مناسبة بين ما يكون من أركان الإيمان والأمور الغيبية التي يجب اعتقادها، وبين اسمها في الاصطلاح أو الشرع، وسُمِّيَت عقيدة لماذا؟ لأن القلب يَعْقِدُ عليها العزم، لأن هذه المادة مشتقةٌ من الإحكام والشَّدّ كما في قوله: عَقَدْتُ الحبل إذا رَبَطْتَهُ بشدة، والْعَقْدُ هو الجمع بين طرفي الحبل نقيض حلِّه، وفي ((المفردات)) للراغب الأصفهاني: العقد الجمع بين أطراف الشيء ويستعمل ذلك في الأجسام الصلبة، كعقد الحبل وعقد البناء. عقد الحبل أي: شدّ بعضه ببعضه. يعني في المحسوسات. قال: ثم يستعمل ذلك للمعاني كما في عقد البيع إذا أمضاه، وكذلك العهد وغيرهما، إذا أمضى العقد قيل هذا عاقدٌ، ولذلك نقول: هذا عقد، وهذا عاقدٌ ومَعْقُودٌ عليه، إذًا فيه معنى الإمضاء، وهذا معنى مجازي كان قد يقال بأنه حقيقةٌ في الأجسام الصلبة كعقد الحبل، وكذلك يستعمل في المعاني، وقيل مدارها على اللزوم والتأكيد والإستيثاق يعني مدة عقد مدارها على هذه الثلاث. اللزوم، والتأكيد، والإستيثاق. ومنه قوله تعالى: {بِمَا عَقَّدتُّمُ الأَيْمَانَ} [المائدة: 89] وتعقيد الأيمان إنما يكون بالقصد يعني قصد القلب وعزمه، بخلاف اللغو لغو اليمين فرقٌ بينهما، عقد [الإيمان] الأيمان وبين لغو اليمين هو عزم القلب، فما قصده القلب صار عقدًا، وما لم يقصده حينئذٍ صار لغوًا، وتقول العرب: اعتقد الشيء صَلُبَ واشتدَّ، واعتقدت كذا عَقَدْتُ عليه القلب والضمير. إذًا من هذه المادة إذا عُلِمَتْ حينئذٍ نعلم لماذا سُمِّيَ أركان الإيمان الستة وما يتعلق بها من الأمور الغيبية لماذا سُمِّيَتْ عقيدة لأنه يُشترط فيها الجزم، حينئذٍ إذا لم يكن ثَمَّ جزمٌ وصار ترددٌ وشك فحينئذٍ انتفت العقيدة من أصلها، ولذلك يشترط في هذا الأمور الغيبية أن يجزم باعتقادها، بمعنى أنه يربط عليها عقيدته في قلبه، وبناء على ما سبق فالعقيدة مؤنث فعيل، فَعِيل وفَعِيلَة بمعنى مفعول أي الشيء المعقود، إذًا العقيدة المراد بها هنا بمعنى اسم المفعول، أي الشيء المعقود، أو المعقود عليه، كقوله - صلى الله عليه وسلم -: - الحديث صحيح - («الخيل معقود بنواصيها الخير إلى يوم القيامة») فالعقيدة هي عَقْد القلب على أمورٍ حددها الشرع كما سيأتي بيانه، ورُغْمَ شهرة لفظ العقيدة هذا اللفظ إلا أن بعضهم شكك فيه من حيث الثبوت، بعض المعاصرين قال: هذا اللفظ لم يعرف في الكتاب ولا السنة ولم يعرف في كذلك عهد الصحابة ولا القرون المفضلة، إنما جاء في القرن الرابع أو أوائل القرن الخامس.

نام کتاب : شرح العقيدة الواسطية نویسنده : الحازمي، أحمد بن عمر    جلد : 1  صفحه : 4
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست