responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شرح العقيدة الواسطية نویسنده : الحازمي، أحمد بن عمر    جلد : 1  صفحه : 5
وهذا قد يقال بأنه يشوش عليه وإن كان ذكرناه هذا في شرح ((اللمعة)) في أولها يشوش عليه أن بعض أئمة السلف سمى كتابه بالاعتقاد، والاعتقاد لا شك أنه مصدر يدل على أن المعنى مراد، الذي هو محل الاشتقاق العقيدة، حينئذٍ قد يستأنس بهذا اللفظ، ويقال أن العقيدة لفظٌ اصطلاحي وإن لم يكن شرعيًا، لا شك أن الأفضل أن يُسمى بما جاءت به الشريعة كالتوحيد جاء في الشرع وإن لم يرد في القرآن إلا أنه جاء في السنة كمثل حديث جابر (فأهل النبي - صلى الله عليه وسلم - بالتوحيد) يعني لبيك اللهم لبيك. فأطلق الصحابي لفظ التوحيد على معنى التوحيد، إذًا لفظ التوحيد شرعي، وكذلك الإيمان جاء في الكتاب والسنة حينئذٍ يُسمى بالإيمان إن أردنا الموافقة الشرعية معنًى ولفظًا، ويسمى بالتوحيد كذلك إن أردنا الموافقة الشرعية معنًى ولفظًا، أما العقيدة فلا ينكر لكنه لم يستعمل لا في الكتاب ولا في السنة ولا في القرون المفضلة إلا من جهة أن بعض السلف أطلق هذا اللفظ من جهة المصدر الاعتقاد على بعض من ألف في هذا الفن. إذًا اللفظ الحقيقي الذي أكثرت النصوص من إيراده هو لفظ الإيمان، ولذلك سمى بعض السلف بعض ما كتبوه بالإيمان، والإيمان قد يُطلق ويراد به الإيمان الخاص، وقد يطلق ويراد به ما يردف العقيدة، يعني: الأركان الستة وكل أمرٍ غيبي وما ألحق به في كتب المعتقد عند أهل السنة والجماعة مما يميز أهل السنة عن غيرهم، كالكلام في الكبائر وكذلك الحاكم والمحكوم، كذلك المسح على الخفين ونحو ذلك، هذه قد لا تكون من جهةٍ نفسها مما يعتقد، يعني ليست أمور غيبية وإنما من جهة كون المخالفين من أهل البدع كالخوارج والرافضة ومن كان على شاكلتهم قد خالفوا الإجماع وما تواترت عليه السنة، حينئذٍ صار ميزةً بين أهل السنة وغيرهم.
العقيدة في الاصطلاح لها إطلاقان: تستعمل بمعنى الخاص، وبمعنًى عام. كالإيمان يستعمل بمعنى الخاص وبمعنًى عام، كذلك التوحيد له استعمالٌ خاص واستعمالٌ عام.
فالإطلاق الخاص تُطلق العقيدة على أركان الإيمان الستة، يقال العقيدة شرعًا هي الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والإيمان بالقدر خيره وشره، هذه العقيدة معنًى خاص، وهو ما جاء في تعريف الإيمان في حديث جبريل عليه السلام، وسيأتي في موضعه إن شاء الله تعالى.
والإطلاق العام وهو الذي استقر عليه الاصطلاح، إذا أُطْلِقَتِ العقيدة حينئذٍ ينصرف إلى هذا المعنى.

نام کتاب : شرح العقيدة الواسطية نویسنده : الحازمي، أحمد بن عمر    جلد : 1  صفحه : 5
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست