responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شرح العقيدة الواسطية نویسنده : الحازمي، أحمد بن عمر    جلد : 1  صفحه : 7
وهذا العلم الشريف علم العقيدة له أسماء معتقدة اشتهرت عند أهل السنة والجماعة منها: العقيدة أو الاعتقاد، وهذا كما ذكرنا أنه مما اصطلح عليه المتأخرون لكنه ليس فيه معنًى يخالف الشرع، وكل اصطلاح لا يخالف حقيقة الشرع حينئذٍ لا مشاحة في الاصطلاح، وخاصة أننا لا نتعبد الناس بأن يعتقدوا أن مسمى العقيدة يجب أن يطلق عليه لفظ العقيدة، يعني: لا يكن ثم خصوصية لهذا اللفظ، وإنما المعنى ما المراد بالعقيدة؟ فيفسر المعنى وحينئذٍ نقول: هذا المعنى موافق للشرع أو مخالف، وهذا ليس خاصًا بلفظ العقيدة، بل الإيمان حصل فيه خلاف عند المتأخرين، حينئذٍ إذا أطلق لفظ الإيمان نقول: ما مرادك بالإيمان؟ قد يقول: التصديق فقط. حينئذٍ نقول: اللفظ شرعي جاء به الشرع ولكن المعنى فاسد، كذلك لو قال الإيمان هو الاعتقاد بالقلب والقول باللسان فقط، وأخرج الأعمال أعمال الجوارح، حينئذٍ نقول: هذا المعنى هو جزءٌ من المعنى الشرعي، وليس هو كل المعنى الشرعي. إذًا حتى في الألفاظ الشرعية التي جاءت بالكتاب والسنة يمكن أن يوافق المخالف في اللفظ إلا أنه يُنازع في المعنى، كما هو الشأن في لفظ الإيمان، كذلك لفظ الكفر، ولفظ النفاق، والبدعة، والفسوق قد يسلم بها المخالف إلا أنه من حيث المعنى ومن حيث المصدق قد يُنازع في المعنى كله بمعنى أنه يثبت معنى مغاير للمعنى الشرعي من كل وجه، وحينئذٍ نقول: هذا مخالفٌ لفظًا ومعنًى، وقد يُثبت اللفظ ويُثبت جزء المعنى الذي دل عليه المعنى الشرعي كمن عرَّف الإيمان بأنه تصديق، تصديق القلب. نقول: تصديق القلب حصر الإيمان فيه باطل إلا أنه جزء من الإيمان الشرعي، نحن لا ننفي بأن الإيمان يكون بالقلب تصديقًا وعملاً، إلا أن هذا ليس هو كل الإيمان الذي دل عليه اللفظ الشرعي.
إذًا لفظ العقيدة نقول: لا بأس أن يُطلق، وخاصة إذا فُسِّرَ المعنى، يقال: ما مرادك بلفظ العقيدة، فإن فسره بما يوافق الشرع حينئذٍ على العين والرأس وإلا رُدَّ عليه المعنى واللفظ يبقى على أصله بأنه مصطلح عليه ولا مشاحة في الاصطلاح.
إذًا يُسمى بالعقيدة أو الاعتقاد، والعقد لغةٌ الربط والجزم، واصطلاحًا حكم الذهن الجازم، وأصله مأخوذ من عقد الحبل إذا ربطه ثم استُعمل قي عقيدة القلب وتصميمه الجازم، ومن شواهد هذه التسمية - وهذا الذي يجعلنا أن المسألة فيها شيءٌ من السعة - أن بعض السلف سمَّى كتابه بـ ... ((اعتقاد أهل السنة)) كما هو الشأن في أبي بكر الإسماعيلي توفي سنة واحد وسبعين وثلاث مئة، ولد في ستة سبعٍ وسبعين ومئين سمَّى كتابه ((اعتقاد أهل السنة)) فدل على أن لفظ الاعتقاد كان له أصلٌ عندهم، بما أنه كان معروفًا وإن لم يكن لفظ العقيدة قد اشتُقَّ منه، لأن الاعتقاد هذا مصدر، اعْتَقَدَ يَعْتَقِدُ اعْتِقَادًا، ولا شك أن الاعتقاد محله في القلب، حينئذٍ نقول: هذه التسمية من أبي بكر الإسماعيلي يدل على أن اللفظ له أصلٌ عندهم، كذلك ((الاعتقاد والهداية إلى سبيل الرشاد)) للبيهقي رحمه الله تعالى وإن كان البيهقي عنده شيءٌ من الخلل إلا أنه في الجملة هو على عقيدة السلف.

نام کتاب : شرح العقيدة الواسطية نویسنده : الحازمي، أحمد بن عمر    جلد : 1  صفحه : 7
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست