responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شرح الأصول الثلاثة نویسنده : الحازمي، أحمد بن عمر    جلد : 1  صفحه : 10
حكمه: فرض عين، حكم تعلم التوحيد فرض عين، وهذا فيما لا يصح ولا يتم الإيمان إلا به، لأن الإنسان مكلف مأمور أن يصحح عقيدته، ويُقَوِّم عبادته، لأن الشريعة عقيدة، وعبادة، ومعاملة، هذه الشريعة، فالمكلف مطالب أن يصحح عقيدته، وعبادته، ومعاملته، فكل ما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب، وما كان المخاطَب به كل فرد بعينه صار فرض عين، لا يقوم أحد مقام آخر، لا يقول: له اعتقد أن الله واحد عني بالنيابة عني كما يحج عنه، لا. أليس كذلك؟ نقول: كل واحد هو مخاطب بهذا الحكم الشرعي. إذًا حكم تعلم التوحيد فرض عين وليس من التنفل، وخاصة فيما يُصحح به العقيدة، ما لا يتم الواجب إلا به حينئذٍ حكمه الوجوب. ما زاد عن ذلك فهو إما فرض كفاية وإما مستحب، لأن التوحيد ليس كله فرض عين، بل بعضه قد يوجد يكون الإنسان مُوَحِّدًا وعنده تقصير ونقص يعود على توحيده بالخلل، كما إذا نقص عن التوحيد الواجب أو الإيمان الواجب، فنقول: فتَعَلُّمُ ما زاد إما أن يكون فرض كفاية، وإما أن يكون مستحبًا.
الثمرة: تحقيق الإيمان بالله يقينًا لا تقليدًا، ثمرة تعلم التوحيد والإيمان هو تحقيق معرفة الله جل وعلا والإيمان به بالدليل، لأن النفس إذا عرفت الدليل، وعرفت الحجة كانت أقوى وأسلم مما لو أخذ دينه بالتقليد، ولذلك إذا وردت الشُّبَه عند من أخذ عقيدته بالدليل يستطيع أن يقاوم أو يستسلم؟ يقاوم، عنده من القوة وعنده من الحصانة وعنده من المناعة ما يستطيع أن يقاوم أيَّ شبهة ترد عليه، هذا إذا أخذ عقيدته بالدليل، وأما إن كان مقلدًا مع القوم، فحينئذٍ يكون مرتعًا للشبه والشبهة تفضي إليه دون غيره، ولذلك قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله لما ذكر إيمان العامة قال: هو ضابطه يعني في ما لو شُكِّكُوا لَشَكُّوا، يعني العامة لو جاءتهم فتنة يستسلمون مباشرة، لو قيل: في هذا الحجر اعتقاد، يوم ويومين وأسبوع تجد بعض الناس يسير مع اعتقاد هذا أنَّ الحجر مبارك ونحو ذلك، وأما إن بدليل حينئذٍ لا يمكن أن يكون واقعًا فيه.
والفوز بسعادة الدارين، لأنَّ علم التوحيد يُنَجِّي من الشرك والبدع والخرافات.
إِنَّ مَبادِئ كُلِّ ... فَنٍّ عَشَرَه ... الحَدُّ ... وَالموضُوعُ ثُمَّ الثَّمَرَه
وَنِسْبَةٌ وَفَضْلُهُ وَالوَاضِعْ ... وَالاِسْمُ الِاسْتِمْدَادُ حُكْمُ الشَّارِعْ
مَسَائِلٌ والبَعْضُ بِالبَعْضِ اكْتَفَى ... وَمَنْ دَرَى الجَمِيعَ حَازَ الشَّرَفَا

فلا بد أن يعرف طالب العلم الذي يطلبه؟ حتى يكون طلبه على بصيرة وجادة لا يتخبط في كتب التوحيد، وكتب المعتقد، إذا عرف أن هذه الرسالة تتعلق بتوحيد العبادة، وما يضادها من الشرك الأكبر والأصغر، لا ينتظر أنَّه سيأتي المصنف يتكلم عن الصحابة وأمهات المؤمنين. وإذا عرف أن هذا الكتاب جامع لمعتقد أهل السنة والجماعة لا ينتظر أنه يفصل في مسائل التوحيد كتفصيله في أبوابه المستقلة فيُعرف أو يُؤخذ كُلاًّ من مظانه.
والتوحيد هو الأصل لسائر العلوم، فكل علم هو فرعٌ عن التوحيد سواءً كان حسًّا أو تقديرًا. لذلك قال السفاريني:
وَبَعْدُ فَاعْلَمْ أَنَّ كُلَّ العِلْمِ ... كَالْفَرْعِ لِلتَّوْحِيدِ فَاسْمَعْ نَظْمِي

نام کتاب : شرح الأصول الثلاثة نویسنده : الحازمي، أحمد بن عمر    جلد : 1  صفحه : 10
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست