responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شرح الأصول الثلاثة نویسنده : الحازمي، أحمد بن عمر    جلد : 1  صفحه : 11
لأن التوحيد هو الإخلاص أن يعبد الله عز وجل ويفرده بعبادته وحده دون ما سواه، أليس كذلك؟ فكيف يتحقق هذا المعنى ولو كان عالمًا بالتفسير، ولو كان عالمًا بالحديث، ولو كان عالمًا بالفقه، ولو كان عالمًا بالنحو، وعالم بعلوم الآلة على جهة العموم، ثم هو من الطَّوافين حول القبور، ماذا أفاده؟ [يا مدد، ويستغيث بالنبي - صلى الله عليه وسلم -] ويعتقد اعتقادات باطلة وشركية ونحو ذلك. نقول: وصار
وَبَعْدُ فَاعْلَمْ أَنَّ كُلَّ العِلْمِ ... كَالْفَرْعِ لِلتَّوْحِيدِ فَاسْمَعْ نَظْمِي

لأن التوحيد هو الأصل، وسائر الفنون الأخرى ولو كانت شرعية كالتفسير فهي فرع، لأن الأصل تحقيق العبادة لله جل وعلا، وما خُلق الخلق في هذه الحياة إلا من أجل تحقيق العبودية لله سبحانه وتعالى: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْأِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} [الذاريات: 56].
قال المصنف رحمه الله: (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ)
هذه عادة أهل العلم يستفتحون رسائلهم بالبسملة، وذلك لثلاثة أمور:
أولاً: اقتداءً بالكتاب العزيز، حيث افتُتح فيه الكتاب ببسم الله الرحمن الرحيم اتفاقًا، أول ما تفتح القرآن تجد: {بِسْمِ اللَّهِ الْرَّحمَنِ الْرَّحَيمِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} [الفاتحة: 1]
إذًا افتُتِحَ الكتاب بالبسملة، فاقتداءً بالكتاب الكريم الكتاب العزيز افتتح المصنف كغيره من أهل العلم.
ثانيًا: تأسيًا بالنبي - صلى الله عليه وسلم - حيث كان يفتتح رسائله، وكتاباته إلى الملوك بالبسملة، جاء في صحيح البخاري ومسلم من حديث ابن عباس - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كتب إلى هرقل: (بسم الله الرحمن الرحيم من محمد عبد الله ورسوله إلى هرقل عظيم الروم). فبدأ بالبسملة.
ثالثًا: قال الحافظ ابن حجر رحمه الله: وقد استقر عمل الأئمة المصنفين على افتتاح كتب العلم بالتسمية وكذا معظم الكتب والرسائل.
لهذه الأمور الثلاثة افتتح المصنف هذه الرسالة المباركة بهذه التسمية وهذه الجملة (بِسْمِ اللَّهِ الْرَّحمَنِ الْرَّحَيمِ).
يشتهر حديث «كل أمر ذي بال لا يبدأ فيه ببسم الله الرحمن الرحيم فهو أبتر». وفي رواية «فهو أقطع». وفي رواية «فهو أجزم». ومجموع هذه الروايات أنه ناقص البركة، لكن هذا الحديث ضعفه أهل العلم فلا يُعوَّل عليه، إذًا ليس إلا السنة الفعلية وليس ثمة سنة قولية.
قوله: (بِسْمِ اللَّهِ الْرَّحمَنِ الْرَّحَيمِ) هذه الجملة مؤلفة من أربع كلمات أو خمس في النطق الباء، وكلمة اسم، ولفظ الجلالة، والرحمن، والرحيم، هذه خمسة، وثَمَّ كلمة سادسة وهي مقدرة.
(بِسْمِ اللَّهِ) جار ومجرور، ولا بد للجار من متعلَّق يتعلق به، ونسيت أن أنبه أن الشرح الذي يكون معتمدًا معنا هو الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى.
((الأصول الثلاثة)) هذه شرحت بشروح متعددة لكن في ظني من أجودها ما كتبه الشيخ أو فُرِّغَ له رحمه الله تعالى، وهو ذكر البسملة، فما سيذكره لا بد مذكره، وما سيحذفه إن كان لا بد من ذكره ذكرناه، وإلا الأصل المعتمد هنا شرح الشيخ رحمه الله هو الأصل. نقول: (بِسْمِ اللَّهِ) جار ومجرور متعلِّق بمحذوف لأنه معمول، وكلُّ معمولٍ لا بد له من عامل

نام کتاب : شرح الأصول الثلاثة نویسنده : الحازمي، أحمد بن عمر    جلد : 1  صفحه : 11
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست