responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شرح الأصول الثلاثة نویسنده : الحازمي، أحمد بن عمر    جلد : 1  صفحه : 12
لا بُدَّ لِلجَارِّ مِنَ التَّعلُّقِ ... بِفِعْلٍ اوْ مَعْنَاهُ نَحْوُ مُرتَقِي

إذًا نقول: الجار والمجرور لابد له من متعلَّق يتعلق به. ما هو هذا المتعلَّق، وما حكمه يعني حكم حذفه، وما حكم ذكره؟
هذه المسألة أطنبنا فيها في سائر الشروح لكن نقول: من جهة الصحة أنه يقدر فعلاً مؤخرًا مناسبًا، لماذا هو فعل؟ لأن الأصل في العمل للأفعال. ولماذا هو مؤخر؟ ًلفائدتين - ذكرهما هنا -:
- التبرك بالبداءة باسم الله سبحانه.
- إفادة الحصر.
التبرك لأنه لم يبدأ: أقرأ أو أألف بسم الله، لو قدَّم الفعل أألف على بسم الله حينئذٍ لم يبدأ ببسم الله، فلما أَخَّرَه حينئذٍ قال: بسم الله أألف، فقدم البسملة فحصل التبرك بها.
[أيضًا تأخير ما حكمه التقديم أو تأخير ما حكمه تقديم المتعلق يفيد الحصر [1]] تقديم ما حقه التأخير يفيد الحصر، وهو إثبات الحكم في المذكور ونفيه عما عداه، فإذا قلت: زيدًا ضربتُ، يعني لا غيره، الأصل ضربتُ زيدًا، زيدًا مفعول به مؤخر، رتبته التأخير، ورتبة ضربتُ العامل والفاعل التقديم، فإذا أردتَ أنَّ المضروب هو زيد فقط لا غيره تُقَدِّم المفعول به، فتقول: زيدًا ضربتُ، يعني لا غيره. وأما قولك: ضربتُ زيدًا، هذا قد يكون أنك أخبرت بأنك ضربت زيدًا، وسكت عن ضرب عمرو، يحتمل تقول: ضربت زيدًا، هذا يحتمل أنك ضربت زيدًا وعمرً وخالدًا ومحمدًا، ولكن لما أخبرت قلت: ضربت زيدًا، وأنا من شأني أن أخبر عما أريد، وأسكت عما لا أريد الإخبار عنه، لكن إذا أردت الإفادة بأنه لم يضرب إلا زيدًا وأن غيره لم يُضرب فتقول: زيدًا ضربتُ يعني لا غيره. ومنه {إِيَّاكَ نَعْبُدُ} [الفاتحة: 5] أصلها نعبدك، هذه قاعدة أحفظها حتى إذا قرأت الفاتحة في الصلاة تتمعن {إِيَّاكَ نَعْبُدُ} هذا مفهوم لا إله إلا الله، لا نعبد إلا إياك، من أين جاءت هذه لا نعبد إلا إياك، نقول: من تقديم ما حقه التأخير. حينئذٍ بسم الله أألف أي بسم الله لا بسم غيره.
ومناسبًا للمقام لأن كلَّ مَن أراد أن يبسمل أو أراد أن يفعل فإنما يضمر في نفسه ما جعل البسملة مبدءًا له، فالذي يُريد أن يأكل يقول: بسم الله الرحمن الرحيم، ماذا ينوي؟ أنام؟ آكل، الأكل قطعًا. لو قلتَ له: لماذا بسملت؟ لقال: أريد أن آكل. وبسم الله الرحمن الرحيم ووضعت جنبه هكذا يعني بسم الله أشرب؟ لا، بسم الله الرحمن الرحيم أشرب. إذًا كل من بسمل فقد نوى في نفسه في قلبه الفعل والحدث الذي جعل البسملة مبدئاً له.
(بِسْمِ اللَّهِ) لفظ الجلالة (الله) الأصح أنه مشتق من الإله، والمراد به المعبود، فالله - وهذا سيأتي شرحه مفصلاً - الله أي المألوه محبة وتعظيمًا، لأن الإلوهية هي العبودية، ولذلك يقال: توحيد العبادة، وتوحيد الإلوهية، وتوحيد الإلهية والمعنى واحد، لأن الإلوهية معناها العبادة - وسيأتي هذا في موضوعه -. إذًا لفظ الجلالة المراد به المألوه حبًّا وتعظيمًا.

[1] سبق.
نام کتاب : شرح الأصول الثلاثة نویسنده : الحازمي، أحمد بن عمر    جلد : 1  صفحه : 12
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست