responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شرح الأصول الثلاثة نویسنده : الحازمي، أحمد بن عمر    جلد : 1  صفحه : 13
و (الْرَّحمَنِ الْرَّحَيمِ) هذان اسمان مُشتقان من الرحمة؛ إلا أن الرحمن أبلغ من الرحيم، لأنه مشتمل على خمسة أحرف، والرحيم أقل منه معنى لأنه يشتمل على أربعة أحرف. قال ابن القيم رحمه الله تعالى: (الرحمن دال على الصفة القائمة به سبحانه، والرحيم دال على تعلقها بالمرحوم، كأنه قال: الأول دال على الوصف وهو الرحمن، والثاني دال على الفعل، يعني أنه يرحم خلقه برحمته.
قال رحمه الله: وإذا أردت فهم هذا فتأمل قوله: {وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيماً} [الأحزاب: 43]، {إِنَّهُ بِهِمْ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ} [التوبة: 117]- رحيم بهم، {وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيماً} جاء التعدي رحيمًا بالمؤمنين، رَؤُوفٌ رَحِيمٌ، رحيم بِهِمْ - جاء التعدي بالباء ولم يأت قطُّ رحمان بهم، فلمَّا جاء رحيم بهم ولم يأت رحمن بهم دل على أن رحمان دال على الوصف القائم به سبحانه جل وعلا، وأن الرحيم دال على إيصال تلك الرحمة للمخلوق، فهي أشبه ما تكون صفة فعل، فالأول: دال على الوصف، والثاني: دال على الفعل.
الرحمن المراد به عند بعضهم الرحمة الواسعة الشاملة للكافر والمسلم بل والبهائم. والرحيم دال على الرحمة الخاصة بالمؤمنين.
الرحمن لا يجوز إطلاقه على غير الله جل وعلا. الرحيم يجوز إطلاقه على غير الله جل وعلا.
إذًا الأول من جهة المعنى عام لأنه رحمة واسعة تشمل الكافر والمؤمن من جعة المعنى، ومن جهة اللفظ لا يجوز إطلاقه على غير الله جل وعلا. ورحيم من جهة المعنى خاص بالمؤمنين، ومن جهة اللفظ عام لأنك تقول: زيدٌ رحيمٌ، هذا رجل رحيم، يجوز هذا، لكن لا يجوز أن تقول: هذا رجل رحمان؛ لأنه خاص بالله، كلفظ الجلالة الله لا يجوز أن يطلق على غير الله جل وعلا بالإجماع، كذلك رحمان أو الرحمان لا يجوز إطلاقه على غير الله بالإجماع، هذا ما يتعلق بالبسملة. وشرحتها كثيرًا بالدروس السابقة، الباء في قوله: بسم الله للاستعانة، فيكون تقدير باسم الله الرحمن الرحيم يعني بسم الله أُأَلف، نقدر الفعل هنا أألف حال كوني مستعينًا بذكره متبركًا به.
المصنف هنا اقتصر على البسملة ولم يذكر الحمدلة، والصلاة والسلام على النبي - صلى الله عليه وسلم -، اقتصر على ماذا؟ على البسملة لماذا؟
قالوا: لأنها من أبلغ الثناء والذكر، ولذلك جاء في بعض الروايات عند الإمام أحمد «كل أمر ذي بال لم يبدأ فيه بذكر الله». وهي من الذكر وأفضل الذكر (بسم الله الرحمن الرحيم).
وللخبر إن صح وقد حسنه بعض أهل العلم: «كل أمر ذي بال لا يبدئ فيه ببسم الله الرحمن الرحيم فهو أبتر». لهذين الأمرين اقتصر المصنف على البسملة. وأنا أقول: هممت أن أحذف البسملة لأن البعض كأن نفسه تشمئز كذا بشرح البسملة، ويتعب منها، لكن لما ذكرها الشيخ هنا رحمه الله أحببت أن أذكر شيئًا منها.
قال رحمه الله: (اعْلَمْ رَحِمَكَ اللهُ أَنَّهُ يَجِبُ عَلَيْنَا تَعَلُّمُ أَرْبَعِ مَسَائِلِ)
هذه - كما ذكرناه سابقًا - هي المقدمة الأولى، أراد أن ينظر الناظر وأن يعرف المتعلم أن ثَمَّ طريقًا مستقيمًا واحدًا لا تحصل النجاة إلا به فقط.

نام کتاب : شرح الأصول الثلاثة نویسنده : الحازمي، أحمد بن عمر    جلد : 1  صفحه : 13
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست