وأدلتها: الأدلة جمع دليل وسيأتي عند قوله: (مَعْرِفَةُ دِينِ الْإِسْلَامِ بِالْأَدِلَّةِ) أنه الموصل إلى المطلوب يعني المرشد أو مَنْ أرشدك إلى المطلوب، هذا ما يتعلق باللفظ.
أما محتوى الكتاب الرسالة التي معنا، فنقول: هي مؤلفة من ثلاثة أقسام، يعني ما يتعلق بطريقة التصنيف، المصنف رحمه الله تعالى لهذه الرسالة.
أولاً: نقول: مقدمة، هذا كما هو الشائع مقدمة، ثم موضوع الكتاب، ثم الخاتمة.
هذه الرسالة على صِغرها اشتملت علي: مقدمة، وموضوع الكتاب، وخاتمة.
أما المقدمة: فهي ثلاثة أشياء وكلها مُصَدَّرَه إما بـ: (اعْلَمْ رَحِمَكَ الْلَّهُ). التي في الرسالة الأولى التي تضمنتها سورة العصر: (اعْلَمْ رَحِمَكَ الْلَّهُ أَنَّهُ يَجِبُ عَلَيْنَا تَعَلُّمُ أَرْبَعِ مَسَائِلَ). هذه مقدمة أولى.
والمقدمة الثانية التي تليها: (اعْلَمْ رَحِمَكَ اَلْلَّهُ أَنَّهُ يَجِبُ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ وَمُسْلِمَةٍ، تَعَلُّمُ هَذِهِ الْمَسَائِلِ الْثَّلَاثِ).
والمقدمة الثالثة في بيان وإيضاح ملة إبراهيم عليه: (اعْلَمْ أَرْشَدَكَ الْلَّهُ لِطَاعَتِهِ: أَنَّ الْحَنِيفِيَّةَ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ: أَنْ تَعْبُدَ الْلَّهَ وَحْدَهُ، مُخْلِصاً لَهُ الْدِّينَ، وَبِذَلِكَ أَمَرَ الْلَّهُ جَمِيعَ الْنَّاسِ).
فحينئذٍ نقول: هذه الثلاث المقدمات جعلها المصنف رحمه الله توطئةً وتمهيدًا للأصول الثلاثة، لأن الأصول الثلاثة أول ما تبدأ بقوله: (فَإِذَا قِيلَ لَكَ: مَا الْأُصُولُ الْثَّلَاثَةُ الْتِّي يَجِبُ عَلَى الْإِنْسَانِ مَعْرِفَتُهَا؟ فَقُلْ: مَعْرِفَةُ الْعَبْدِ رَبَّهُ) .. إلى آخر ما سيأتي بيانه.
إذًا مقدمة، وهذه المقدمة مكونة من ثلاثة أشياء، كل واحد منها يُصَدِّرُها بقوله: اعلم رحمك الله، اعلم أرشدك الله لطاعته.
الأولى: في بيان وإيضاح وجوب أربعة مسائل على كل مكلف.
والثانية: بيان وجوب ثلاث مسائل على كل مكلف أيضًا.
والثالثة: بيان وإيضاح حقيقة دعوة ملة إبراهيم عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة وأتم التسليم.
هذه المقدمات الثلاث، هل هي من صُلب الكتاب أم أنها أُلحقت بعد الإمام رحمه الله تعالى؟ قيل: بهذا وقيل: بذاك، والظاهر - والله أعلم - أنها من صلب الكتاب، أنه أرادها، بدليل أن ابن القاسم رحمه الله جعلها بكاملها في ((الدرر السنية))، وكذلك هي موجودة في مصنفات شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب.
القسم الثاني من الكتاب موضوع الكتاب: وهو الحديث عن الأصول الثلاثة:
الأصل الأول: معرفة الله جل وعلا.
الأصل الثاني: معرفة الدين ومراتبه الثلاثة. الإسلام، والإيمان، والإحسان.
الأصل الثالث: معرفة النبي - صلى الله عليه وسلم -. وقد ذكر شيئًا مختصرًا اختصارًا شديدًا من سيرته عليه الصلاة والسلام. نُبِّئَ بكذا، وبَقِيَ في مكة ثم هاجر .. إلى آخر ما ذكره.
ثالثًا: القسم الثالث من مضمون هذه الرسالة الخاتمة، وذكر فيها شيئًا مما يتعلق بالبعث والحساب، ثم تطرق إلى بيان وجوب الكفر بالطاغوت، وبيَّن حقيقة الكفر بالطاغوت، وبيَّن رؤوس الطواغيت، وهذه خاتمة الرسالة.