responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شرح الأصول الثلاثة نویسنده : الحازمي، أحمد بن عمر    جلد : 1  صفحه : 8
موقوفة على السماع، دليلها سمعيّ بحت إما بالكتاب، وإما بالسنة، وإما بإجماع صحيح منقول عن السلف الصالح، والعقل لا مجال له استقلالاً في إثبات مسألة عقائدية، وإنما العقل تابع للنقل بمعنى أنه يُستنبط بواسطته أو يُتأمل ويُدرك بواسطته فهم النصوص فقط، لأنه لا يستقل بوضع مسائل في باب المعتقد. وكذلك يُبحث في العقيدة مسائل التعامل، كما أنه يُبحث مسائل التلقي، من أين نأتي بالعقيدة، كذلك مسائل التعامل الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر مما فارق أهلُ السنةِ والجماعة أهلَ البدعةِ، ثَمَّ فرقٌ بين الطوائف المخالفة وأهل السنة في ذلك، لذلك ابن تيمية رحمه الله تعالي لما ذكر في ((الواسطية)) أن أهل السنة والجماعة يأمرون بالمعروف، وينهون عن المنكر قال: (على ما توجبه الشريعة). يعني ليس بالهوى، وليس بالعقل، وليس بالعواطف، فالأمر بالمعروف مُناط بالشرع ومعقود بشريعة الله جل وعلا. ولذلك الآمر بالمعروف والناهي عن المنكر يُنظر في المنكر بنظرين:
النظر الأول: في إثبات أنه منكر، هل هذا القول منكر؟ هل هذا الفعل منكر؟ حينئذٍ إذا ثبت نقول: يثبت بماذا؟ بالنقل أم بالعقل؟ بالنقل.
كذلك الطريقة في إنكاره هل يثبت بالعقل أما بالنقل؟ بالنقل، ولا يثبت بالعقل، لذلك قال: (على ما توجبه الشريعة).
إذًا يبحث في كتب المعتقد قضية الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، طاعة ولاة الأمور هذه ما تُذكر في كتب التوحيد التي أُلِّفَت لبيان توحيد العبادة، وإنما تُبحث في باب المعتقد العام، الكتب التي تؤلف لبيان عقيدة أهل السنة والجماعة التي تخالف أهل البدعة والضلالة، فينشأ أو يقال في باب المعتقد هناك إنهم يطيعون ولاة الأمور المسلمين وإن ظلموا وجاروا.
كذلك الموقف من الصحابة، والموقف من أمهات المؤمنين ونحو ذلك. هذا يبحث في باب المعتقد ولا يذكر في التنصيص على التوحيد بأنواعه الثلاثة.
وأما التوحيد فهو أخصُّ من العقيدة، إذًا العلاقة بينهما في المفارقة أن نقول: العقيدة أعمُّ من التوحيد، بينهما العموم والخصوص المطلق، هذه الخلاصة، فكلُّ توحيدٍ عقيدة ولا عكس، لأنه قد يكون من مباحث العقيدة ولا يكون من مباحث التوحيد كالبحث في الصحابة، نقول: هذا من مباحث المعتقد الذي تفارق أهل السنة والجماعة غيرهم من أهل البدعة والضلالة، أين نجده أين نبحث عنه في كتب المعتقد الجامعة لمعتقد أهل السنة والجماعة.
فالتوحيد نقول: أخص من العقيدة لأنه يُعنى به تقرير حق الله جل وعلا على عباده، وهو ما يستحقه سبحانه في ربوبيته، وإلوهيته، وأسمائه وصفاته، وأعظم هذا وأفضله هو ما يتعلق بإفراده جل علا بالعبودية، ولذلك أعظم أنواع التوحيد هو توحيد العبودية.
هذا ما يتعلق بالاسمين المشهورين: التوحيد والعقيدة. ويسمى أيضًا أصول الإيمان، وأصول الإسلام، ويسميه المتأخرون بعلم الكلام، وهذه التسمية فيها نظر، وسماه بعضهم بالفقه الأكبر، لأن الفقه فقهان:
فقه أصغر وهو ما يتعلق بكيفية العمل.
وفقه أكبر وهو ما يتعلق بتصديق القلب ونحو ذلك. وسماه بعضهم بأصول الدين.

نام کتاب : شرح الأصول الثلاثة نویسنده : الحازمي، أحمد بن عمر    جلد : 1  صفحه : 8
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست