نام کتاب : دراسات في التصوف نویسنده : إحسان إلهي ظهير جلد : 1 صفحه : 101
" علامة الإفلاس الاستئناس بالناس " (1)
وهذا كلّه رغم حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكره السهروردي أيضاً في عوارفه عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
" المؤمن بألف ويؤلف , ولا خير فيمن لا يألف ولا يؤلف " [2].
وهل تأتي الألفة بالتنافر والوحدة والعزلة والفرار من الناس أم بالمعاشرة والمخالطة والالتقاء والمصاحبة؟.
هذا وذكر الأموي عن الجنيد أنه قال:
" من أراد أن يسلم له دينه ويستريح بدنه وقلبه فليعتزل الناس , فإن هذا زمان وحشة " [3].
ولم يأمر الصوفية معتقديهم بالتنافر والفرار عن عامة الناس فحسب , بل عن الأقرباء وذوي الرحم أيضاً كما أنشد عجيبة الحسني:
أستغن عن كل ذي قرب وذي رحم ... الغنيّ من استغنى عن الناس
وأين يذهب بعد الاعتزال عن الناس والاستغناء عنهم , يبين ذلك صاحب " الأنوار القدسية " حيث يقول:
" من شأن المريد الصادق محبة العزلة عن الناس , واستغناؤه الجلوس في البراري والمواضع الخربة حتى يتقوى ويصبر ولا يتدّنس بالأعيار " [4].
ويقول: " المريد الصادق يحب الخلوة البعيدة عن مرور الناس كخلاوي السطوح ويجب أن تكون ضيقة حتى لا يصلح له مدّ رجله فيها , ويجب أن تكون مظلمة لا يدخلها نور الشمس " [5].
ولماذا يعتزل؟ يصرح بذلك الدمياطي حيث يقول:
(1) جامع الأصول للكمشخانوي ص 174. [2] أنظر عوراف المعارف للسهروردي ص 112. [3] حياة القلوب لعماد الدين الأموي بهامش قوت القلوب للمكي ج 2 ص 93 ط ... دار صادر بيروت. [4] الأنوار القدسية للشعراني ج 1 ص 140. [5] أيضاً ج 1 ص 141.
نام کتاب : دراسات في التصوف نویسنده : إحسان إلهي ظهير جلد : 1 صفحه : 101