responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : دراسات في التصوف نویسنده : إحسان إلهي ظهير    جلد : 1  صفحه : 61
المغرب , وكان يقول بترك الأسباب التي يرتزق بها الناس , وكان قوي اليقين ويدعو الناس إلى مقامه والإشتغال بالأهم من عبادة الله فترك الحرفة وجلس مع الله على ما يفتح الله له وكان طريقة عجيبة مع الله في ذلك الجلوس فإنه كان يرد شيئا يؤتى إليه به فقيل له يا أبن أبا مدين لم لا تحترف أو لم لا تقول بالحرفة أي في ترك الأسباب والأكل من الكسب وإنه الأفضل من غير الكسب فقال بها فقيل فلم لا تحترف فقال " الضيف عندكم إذا نزل بقوم وعزم على الإقامة كم تواقيت زمان وجوب ضيافته عليهم قالوا " ثلاثة أيام " قال " وبعد الثلاثة الأيام " قالوا " يحترف ولا يقعد عندهم حتى يحرجهم " فقال رضي الله عنه " ألستم تعلمون أن الضيف إذا نزل بقوم وجب بالنص عليهم القيام بحقه ثلاثة أيام إذا كان مقيما ولو أن الضيف في تلك الأيام أكل من كسبه أليس كان العار يلحق بالقوم الذين نزل بهم " فقالوا " نعم " قال الشيخ " الله أكبر أنصفونا إن أهل الله رحلوا عن الخلق ونزلوا بالله أضيافا عنده فهم في ضيافة الله فنحن أضياف ربنا تبارك وتعالى نزلنا عليه في حضرته على وجه الإقامة عنده إلى الأبد فتعينت الضيافة فإنه تعالى ما دام على كريم خلق لعبده إلا كان هو أولى بالأنصاف به فضيافتنا ثلاثة أيام " ثم قال " وأيام ربنا كما قال كل يوم كألف سنة مما تعدون فضيافته بحسب أيامه ونحن نأخذ ضيافته على قدر أيامه فإذا أقمنا عنده ثلاثة آلاف سنة وإذا أكملت الثلاثة أيام الله من نزلنا عليه وأنقضت لا نحترف ولا نأكل من كسبنا عند ذلك يتوجه اللوم وأعتراضكم علينا وإقامة مثل هذه الحجة علينا ونحن نموت وتنقضي الدنيا ويبقى لنا فضله عنده تعالى من ضيافتنا " [1].

ثم علّق عليه المؤلف بقوله:

" أنظر يا أخي ما أحسن نظر هذا وما أعظم موافقته للسنة فلقد نور الله قلب هذا الشيخ , فحق الضيف واجب ولذلك أستحسن ذلك منه المعترض وأنظر من هذا النَفَس إن كنت منهم.

وأتفق للشيخ وكان وقته التجريد وعدم الإدخار أن نسي في جيبه دينارا وكان كثيرا

[1] شرح كلمات الصوفية جمع محمود محمود الغراب ص 277 , 278 ط القاهرة 1402هـ.
نام کتاب : دراسات في التصوف نویسنده : إحسان إلهي ظهير    جلد : 1  صفحه : 61
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست