نام کتاب : دراسات في التصوف نویسنده : إحسان إلهي ظهير جلد : 1 صفحه : 87
رسول الله الواضحة الجلية.
وإن المتصوفة لا يأبهون بالدنيا والآخرة كما لا يأبهون بالجنة والنار والثواب والعقاب , فينقلون عن إبراهيم بن أدهم أنه قال:
" إن كنت تحب أن تكون لله وليا وهو لك محباً فدع الدنيا والآخرة ولا ترغبن فيهما , وفرغ نفسك عنهما " [1].
ومثل ذلك ذكر القشيري والشعراني عن الحسين بن منصور أنه قال:
" علامة العارف أن يكون فارغاً من الدنيا والآخرة " [2].
ونقلوا كذلك عن محمد المغربي الشاذلي أنه كان يقول: لا يصح لمريد قدم في طريق أهل الله عز وجل إلا بعد أن يزهد في الدنيا ونعيم الآخرة (3)
ومثل ذلك ذكروا عن الجيلي أنه سئل عن الهمة فقال:
" هي أن يتعرى العبد بنفسه عن حب الدنيا , وبروحه عن التعلق بالعقبى " [4].
وروى عن الشبلي أنه سمع قوله تعالى:
{مِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الدُّنْيَا وَمِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الْآَخِرَةَ ثُمَّ صَرَفَكُمْ عَنْهُمْ لِيَبْتَلِيَكُمْ وَلَقَدْ عَفَا عَنْكُمْ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ} فصاح صيحة عظيمة وقال: فأين الذين يريدون الله تعالى [5].
مع أن الله عز وجل ولم يفرّق بين إرادة الآخرة وإرادته هو سبحانه تعالى حيث قال: {تُرِيدُونَ عَرَضَ الدُّنْيَا وَاللَّهُ يُرِيدُ الْآَخِرَةَ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} [6].
فإرادة الآخرة نفس إرادة الله لا فرق بينهما.
ومدح الله تعالى عباده الذين يريدون الآخرة ويسعون لها بقوله:
{وَمَنْ أَرَادَ الْآَخِرَةَ وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ كَانَ سَعْيُهُمْ مَشْكُورًا} [7]. [1] كتاب المحبة للمحاسبي ضمن كتاب ختم الأولياء للترمذي ص 425 ط المكتبة الكاثوليكية بيروت. [2] الرسالة القشيرية لعبد الكريم القشيري ج 2 ص 605 , أيضا طبقات الشعراني 1 ص 107.
(3) الأخلاق المتبولية للشعراني تحقيق الدكتور منيع عبد الحليم محمود ج 1 ص 222. [4] الطبقات الكبرى لعبد الوهاب الشعراني ج 1 ص 127. [5] طبقات الشعراني ج 2 ص 72. [6] سورة الأنفال الآية 67. [7] سورة الإسراء الآية 19.
نام کتاب : دراسات في التصوف نویسنده : إحسان إلهي ظهير جلد : 1 صفحه : 87