أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا} [1]: "ومن هذه الآية انتزع الإمام مالك في رواية عنه تكفير الروافض الذين يبغضون الصحابة - رضوان الله عليهم، قال: لأنهم يغيظونهم ومن غاظ الصحابة رضي الله عنهم فهو كافر لهذه الآية. ووافقه طائفة من العلماء رضي الله عنهم على ذلك، والأحاديث في فضل الصحابة رضي الله عنهم والنهي عن التعرض لهم بمساءة كثيرة، ويكفيهم ثناء الله عليهم ورضاه عنهم" [2].
وذكر الألوسي رحمه الله في تفسيره آية سورة الفتح السابقة أنَّ الإمام مالكًا قد ذهب إلى تكفير الروافض الذين يبغضون الصحابة رضي الله تعالى عنهم، ووافقه كثير من العلماء. وأنه ذُكر عند مالك رجل ينتقص الصحابة فقرأ مالك هذه الآية فقال: من أصبح من الناس في قلبه غيظ من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد أصابته هذه الآية، ويعلم تكفير الرَّافِضَة بخصوصهم [3].
وقال ابن أبي يعلى [4] رحمه الله: "والرَّافِضَة وهم الذين يتبرؤون من أصحاب [1] سورة الفتح، الآية:29. [2] تفسير القرآن العظيم 7/ 362. [3] روح المعاني 13/ 280. [4] هو: محمد بن محمد (أبي يعلى) ابن الحسين بن محمد، أبو الحسين ابن الفراء، المعروف بابن أبي يعلى، ويقال له ابن الفراء، من فقهاء الحنابلة، كان عالمًا بالفقه والتاريخ، وغيرهما، من مصنفاته: (طبقات الحنابلة)، و (والاعتقاد)، مات سنة (526هـ).
ينظر في ترجمته: إكمال الإكمال 4/ 558، والمعين في طبقات المحدثين ص (154)، وسير أعلام النبلاء 13/ 325، والوافي بالوفيات 1/ 136 .....