ذَلِكَ مِمَّا عِنْدِي إِلا كَمَا يَنْقُصُ الْمِخْيَطُ إِذَا أدْخِلَ الْبَحْرَ» أخرجه مسلم [1].
فسبحانك ما أعظمك، وسبحانك ما أكرمك، وسبحانك ما أرحمك، تفعل ما تشاء، وأنت على كل شيء قدير.
وتبارك اسمك الذي بثثت فيه أرزاق العباد فوجدت .. ووضعته على الأرض فاستقرت .. وعلى السموات فاستقلت .. وعلى الجبال فرست .. وعلى الرياح فتحركت .. وعلى النهار فاستنار .. وعلى الليل فأظلم .. وعلى الشمس فأشرقت .. وعلى الأرض فأنبتت .. وعلى اللسان فتكلم .. وعلى العين فأبصرت .. وعلى الأذن فسمعت .. وعلى المريض فشفي .. وعلى الجاهل فعلم: {تَبَارَكَ اسْمُ رَبِّكَ ذِي الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ (78)} [الرحمن: 78].
سبحانك أنت الكريم الرحمن .. وأنت القوي العزيز .. وأنت الخلاق العليم.
كم وحياً أوحيته إلى أنبيائك ورسلك رحمة بعبادك؟، وكم قضاء قضيته؟، وكم رزقاً أنزلته؟ .. وكم ضالاً هديته؟ .. وكم فقيراً أغنيته؟ .. وكم مريضاً شفيته؟ .. وكم سائلاً أعطيته؟ .. وكم ذنباً غفرته؟ .. وكم هماً فرجته؟ .. وكم كرباً نفسته؟ .. وكم عسيراً يسرته؟ .. وكم داعياً أجبته؟.
فلك الحمد والشكر كثيراً، كما تنعم وترحم كثيراً.
ولك الحمد والشكر حتى ترضى، ولك الحمد بعد الرضا، ولك الحمد في الآخرة والأولى.
خلقتنا .. ورزقتنا .. وهديتنا .. وعافيتنا .. ورحمتنا .. وأكرمتنا: «رَبَّنَا لَكَ الْحَمْدُ، مِلْءُ السموات وَالأَرْضِ، وَمِلْءُ مَا شِئْتَ مِنْ شَيْءٍ بَعْدُ، أهْلَ الثَّنَاءِ وَالْمَجْدِ، أحَقُّ مَا قال الْعَبْدُ، وَكُلُّنَا لَكَ عَبْدٌ: اللَّهُمَّ! لا مَانِعَ لِمَا أعْطَيْتَ، وَلا مُعْطِيَ لِمَا مَنَعْتَ، وَلا يَنْفَعُ ذَا الْجَدِّ مِنْكَ الْجَدّ» أخرجه مسلم [2].
ألا ما أعظم نعم الله على عباده، وما أرأفه بهم، وما أشد عنايته بأمورهم، وما [1] أخرجه مسلم برقم (2577). [2] أخرجه مسلم برقم (477).