responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تبصير المؤمنين بفقه النصر والتمكين في القرآن الكريم نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 563
الموقف، كان عمر فيه أحد أطراف النزاع أمام القاضي وتفصيل ذلك أنه: «أتى رجل من أهل مصر عمر بن عبد العزيز، فقال له: يا أمير المؤمين، إن عبد العزيز - يقصد والد عمر - أخذ أرضي ظلما، قال: وأين أرضك يا عبد الله؟ قال: حلوان، قال عمر: أعرفها ولي شركاء - أي شركاء في حلوان - وهذا الحاكم بيننا، فمشى عمر إلى الحاكم فقضى عليه، فقال عمر: قد أنفقنا عليها، قال القاضي: ذلك بما نلتم من غلتها، فقد نلتم مثل نفقتكم، فقال عمر: لو حكمت بغير هذا ما وليت لي أمرا أبدا، وأمر بردها» [1].
وكان عمر يقيم وزنًا لمبدأ المساواة بين المسلمين، حتى في الأمور العامة، ومن ذلك أمره بأن لا يُخص أناس بدعاء المسلمين، والصلاة عليهم، فكتب إلى أمير الجزيرة يقول: « ... وقد بلغني أن ناسًا من القصاص قد أحدثوا صلاة على أمرائهم، عدل ما يصلون على النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - , فإذا جاءك كتابي هذا، فمر القصاص، فليجعلوا صلاتهم على النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - خاصة، وليكن دعاؤهم للمؤمنين والمسلمين عامة، وليدعوا ما سوى ذلك» [2].
ومن ذلك يتضح اهتمام عمر بالمساواة بين عامة الناس، حتى في الدعاء لهم، ولا يختص أحد بالدعاء, فالمسلمون عامة في حاجة إلى دعوة الله عز وجل لهم، والله سبحانه وتعالى جدير بالإجابة [3]. ولم يكتف عمر بالأخذ بمبدأ المساواة بنفسه فحسب، بل كان يأمر عماله وولاته بذلك فقد كتب إلى عامله على المدينة يقول له: «اخرج للناس، فآس بينهم في المجلس والمنظر، ولا يكون أحد الناس آثر عندك من أحد ولا تقولن هؤلاء من أهل بيت أمير المؤمنين، فإن أهل بيت أمير المؤمنين وغيرهم عندي اليوم سواء، بل أنا أحرى أن أظن بأهل بيت أمير المؤمنين أنهم يقهرون من نازعهم» [4].

[1] عمر بن عبد العزيز وسياسته في رد المظالم، ماجدة زكريا، ص210.
[2] سيرة عمر بن عبد العزيز لابن الجوزي، ص273.
[3] انظر: إدارة عمر بن عبد العزيز، ص299.
[4] الطبقات لابن سعد (5/ 343).
نام کتاب : تبصير المؤمنين بفقه النصر والتمكين في القرآن الكريم نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 563
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست