نام کتاب : تبصير المؤمنين بفقه النصر والتمكين في القرآن الكريم نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 565
اتخاذ أي إجراء، إذ كفل الإسلام حق المسلم في الحرية فكانت أحد مبادئ الحكم التي أقرها الإسلام، ولقد حرص رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - والخلفاء الراشدون من بعده على تطبيق هذا المبدأ، بمنح المسلمين وغيرهم حقهم في الحرية، وتربية الأمة على ذلك [1].
حقوق الأفراد:
إن لكل فرد في الدولة الإسلامية حقوقا، وقد كفل الإسلام هذه الحقوق وطالب المسلمين بالحفاظ عليها، مادام الفرد واحدا من رعية الدولة الإسلامية، أي مواطنا فيها، سواء أكان مسلما أو كتابيا التزم بدستور الدولة، وخضع لنظامها العام، ولم يتمرد أو يخرج عن الدولة [2].
1 - حق الحياة:
إن الإسلام صان حق الحياة لكل الناس داخل الدولة الإسلامية أو خارجها، للمسلم وغير المسلم، لا يستثنى من ذلك إلا الذي يقف في وجه الدولة الإسلامية, ولا يجوز للدولة أن تعتدي على حياة أي شخص إلا إذا ارتكب جرما يؤاخذ عليه الشرع، ويعاقب عليه القانون الإسلامي، ولا يقف الإسلام عند حد حرمة الاعتداء على الأنفس، بل أوجب على الدولة تقديم الرعاية، وتوفير العيش الكريم لكل فرد لم يستطع الحصول عليه سواء أكان من المسلمين أم من غير المسلمين، إذا وجد المال في بيت المال وهذا أمر متفق عليه بين المسلمين، والشواهد التاريخية منذ العهد النبوي تدل دلالة قاطعة على كفالة الدولة للمحتاجين من أفراد المجتمع في الدولة الإسلامية، دون تمييز بين المسلمين وغير المسلمين، وعلى هذا فإن الدولة الإسلامية من واجبها منع التعدي على أرواح الأفراد، ودفع الظلم عنهم، وتحقيق الكفاية للمجتمع [3]. [1] انظر: إدارة عمر بن عبد العزيز، ص309. [2] انظر: نظام الحكم في الإسلام، د. عارف خليل، ص151. [3] المصدر نفسه، ص151، 152.
نام کتاب : تبصير المؤمنين بفقه النصر والتمكين في القرآن الكريم نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 565