responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : بحوث ومقالات حول الثورة السورية نویسنده : الشحود، علي بن نايف    جلد : 1  صفحه : 1208
فتجد محلات الخمور في قلب المُدُن تَعْرِض منتجاتها دون رقابة، كما كانت الحكومة تحصل على أعْلى إيراداتها من عَرَق البغايا في النوادي الليلية والفنادق، وإذا كنت تريد الوصول إلى ما تريد، فما عليك إلا أنْ تتعرَّف على راقصة أو ممثلة، أمَّا أهل العلم والطاعة، فلا مكان لهم، حُورِبَ الدِّين في الأزهر، فتمَّ تقليص سنوات الدراسة والمقرَّرات، وكانت هناك مطالَبات أوْشَكَت أن تنفَّذ بأن يَلْتَحِق النصارى بجامعة الأزهر، ومؤخَّرًا أُغْلِقت الفضائيَّات التي تتحدَّث عن التاريخ الإسلامي، وتشرح السيناريو القادم، وفَقًا للكتاب والسُّنة المطهَّرة، لقد أرادوا تغييبَ الدِّين وهاجَموه على صفحات الجرائد، بل وصَل الأمر إلى قيام إعلاميين مصريين بسبِّ أُمِّ المؤمنين السيدة عائشة في إحدى المقالات أكثر مما فعَل الغرب، ولَم يحاكم أو يدخل السجن، بل كان ضيْفًا في العديد من برامج التلفاز المصري والفضائيات، ففي ظلِّ النظام البائد كنتَ تستطيع أن تسبَّ الرسول أو الصحابة أو التابعين، وتقول في الدِّين ما تشاء، ولا تستطيع سبَّ أصغر ضابط في مباحث أمن الدولة!.
أردتُ من هذا السرد أنْ أصِلَ إلى نقطة مهمة تحدُث الآن من قبل وبعد التعديلات الدستورية الأخيرة، والتي اشتعلتْ فيها الحرب مجدَّدًا من جانب العلمانيين وأصحاب الهوى ضد كلِّ ما هو ديني، وأخذوا يقولون ما لا يعلمون، ويلصقون بالدِّين ما ليس فيه، وأنَّ الموافقة التي جاءت على التعديلات الدستورية، إنما تعني حصول الإسلام على الضوء الأخضر؛ للحصول على أغلب مقاعد البرلمان القادم، وهو ما يعني حُكمًا إسلاميًّا، ودولةً دينيةً، وقطْع يد السارق، وجلْد الزاني وشارب الخمر، وعندما سألني واحدٌ منهم هذا السؤال، قلتُ له: وما الذي يُغضبك في قطْع يد السارق؟ هل أنت لصٌّ؟ فسكتَ، وقلتُ له: لو جُلِد الزاني، فما الذي يُغضبك؟ وماذا ستفعل لو وجَدْتَ هذا الفاجر قاطع الرَّحم على فراشك؟ فسكت ... ، ثم سألتُه: أليست الخمر تُذْهب العقل؟ ومَن غاب عقلُه يُمكنه أن يقتلَ ويزني، ويسرقَ ويفعل كلَّ شيء، ولا شيء عليه إلاَّ عقوبة شارب الخمر، فهل هذا يُسعدك؟ وذكَّرته بقول الله -تعالى-: (وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ) [البقرة: 179].
فالدِّين لَم يأتِ ليشوِّه الناس بقطْع أيديهم أو فضْحهم، بل جاء ليحافظ عليهم، فلو عَلِم السارق أن يدَه ستُقْطَع، لفكَّر ألف مرة قبل أن يمدَّ يدَه، فحَفِظ لك الإسلام مالَك، ولَم نعلم أنَّ الحدَّ يُطَبَّق إلاَّ بعد السؤال والتحرِّي والاعتراف، وإن لَم تَكتمل الأركان، فلا يُطَبَّق الحدُّ، وانظروا إلى تطبيق حدِّ الزنا وقصة المرأة الغامديَّة التي أتتِ الرسول -صلى الله عليه وسلم- وقالت: يا رسول الله، زنيتُ، فسألها: لعلَّك فعلتي كذا وكذا من مُقدمات الدخول إلى الزنا وليس الزنا، فقالت: يا رسول الله، زنيتُ وثمرة الخطيئة تتحرَّك في أحشائي، فأرْجعها؛ حتى تضعَ مولودها، ولَم يَحْبسها، وكان بإمكانها ألاَّ تعودَ، وعادتْ بعد الوضْع تحمل طفلها، فأرْجَعها الرسول؛ حتى تفطمَ طفلها؛ أي: بعد حوْلَين، وعادتْ ومعها طفلها يحمل كِسرة خُبزٍ، فأقام عليها الحدَّ، وأثناء تطبيق الحدِّ عليها تقاطَر بعضٌ من

نام کتاب : بحوث ومقالات حول الثورة السورية نویسنده : الشحود، علي بن نايف    جلد : 1  صفحه : 1208
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست