نام کتاب : بحوث ومقالات حول الثورة السورية نویسنده : الشحود، علي بن نايف جلد : 1 صفحه : 2283
فالعلمانية التقليدية ظلت عمراً تحكم العالم الإسلامي مع محاولات عديدة من الحركات الإسلامية في القضاء عليها وتنحيتها عن حكم الحياة، ولكنها لم تستطع حتى سقطت لفقدها وظيفتها وشرعيتها في خدمة أهداف الأعداء في ضوء الصراع القائم بين الحق والباطل من خلال ثورة الشعب، فما الظن بتلك الحركات التي تدَّعي حكم الإسلام وهي تحكم بالعلمانية أو تمضي تحت لوائها أو موالية لها، والتي يتسع الخلاف حول حقيقتها حتى يشمل أفراد تنتسب إلى الطائفة المنصورة، وهذا يوضح لنا مدى ما تمثله تلك الحركات من تلبيس على كل الطوائف وما تحمله من ضرر على الإسلام.
----------
وهذه الحركات من خلال تحريف الدين وتلبيس حقائقه أخذت ترفع الشرعية عن جماعة الحق وتعاديها وتدعوا إلى قتالها والقضاء عليها، وتعطي الشرعية للعلمانية ومن ورائها الصليبية والصهيونية العالمية في حرب الإسلام، ومن ثم وجب على الحركة الإسلامية التحصن بالمفاهيم الشرعية الصحيحة التي تعطيها قوة الدفع اللازمة لتحقيق المواجهة الشاملة ضد كل وجوه الباطل، وذلك لطبيعة المعركة وطبيعة العداوة والأعداء، بدلا من الوقوف أمامها طويلا بدون التأصيل الشرعي الصحيح الذي يحض على مواجهتها فيتركها حتى تحقق ما تصبو إليه تلك الحركات من أهداف لخدمة الأعداء، فهي الكتيبة المتقدمة للصليبية والصهيونية العالمية وخط الدفاع الأول عن العلمانية والأعداء.
-----------
وقد استطاعت الحركة الجهادية أن تقضي على أمل الصليبية والصهيونية العالمية في المواجهة المباشرة فهزمتها شر هزيمة.
وقد بقي علي الحركة مواجهة ما بقي من العلمانية في ثوبها التقليدي القديم، وكذلك على العلمانية في ثوبها الجديد التي تمثل طلائع الصليبية والصهيونية العالمية في غزو وحكم بلاد الإسلام، وبيان حقيقة العلمانية القديمة ضروري ومهم، بل الأوجب منه بيان حقيقة العلمانية الجديدة لأنها تمثل حجر الزاوية في الحرب على الإسلام، ومن ثم ترك الأهم للمهم أمر لا يمضي وفق قواعد الشريعة، بل يجب السير بالبيان في كشفهما معا لأن كلاهما يحكم العالم الإسلامي اليوم ويمثل خطرا كبيرا على الإسلام.
---------
ومن هنا نجد أنفسنا أمام دورة جديدة تواجهها الحركة الجهادية لو حدث تقصير في بيان حقيقة تلك الحركات بحيث لا يتسنى لأهل الحق مواجهتها، فقد تعود إلى دورة تاريخية سابقة، وقفت أمامها الحركة الإسلامية الأولى بعد سقوط الخلافة أمام العلمانية التقليدية موقف العجز حيث لم تكن مفاهيمها القاصرة تمنحها القدرة على أن تحدد موقفا شرعيا ثابتاً ومطرداً في مواجهة العلمانية، مما يجعلها عاجزة في موقف المواجهة ضد العلمانية وهذا من التفريط في بيان بعض وجوه الباطل وإعطائه الشرعية الذي يؤدي إلى استمرار الفتنة والفساد في الأرض.
نام کتاب : بحوث ومقالات حول الثورة السورية نویسنده : الشحود، علي بن نايف جلد : 1 صفحه : 2283