نام کتاب : بحوث ومقالات حول الثورة السورية نویسنده : الشحود، علي بن نايف جلد : 1 صفحه : 70
يأتيهم الهجوم من داخل كيانهم. فهم لم يحتسبوا هذه الجهة التي أتاهم الله منها. وهكذا حين يشاء الله أمرا. يأتي له من حيث يعلم ومن حيث يقدر، وهو يعلم كل شيء، وهو على كل شيء قدير. فلا حاجة إذن إلى سبب ولا إلى وسيلة، مما يعرفه الناس ويقدرونه. فالسبب حاضر دائما والوسيلة مهيأة. والسبب والنتيجة من صنعه، والوسيلة والغاية من خلقه ولن يمتنع عليه سبب ولا نتيجة، ولن يعز عليه وسيلة ولا غاية ... وهو العزيز الحكيم ..
ولقد تحصن الذين كفروا من أهل الكتاب بحصونهم فأتاهم الله من حيث لم يحتسبوا وقذف في قلوبهم الرعب. ولقد امتنعوا بدورهم وبيوتهم فسلطهم الله على هذه الدور والبيوت يخربونها بأيديهم، ويمكنون المؤمنين من إخرابها: «يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُمْ بِأَيْدِيهِمْ وَأَيْدِي الْمُؤْمِنِينَ» ..
وبهذا تتم حكاية ما وقع للذين كفروا من أهل الكتاب، في تلك الصورة الموحية، وهذه الحركة المصورة ..
والله- سبحانه- يأتيهم من وراء الحصون فتسقط بفعلهم هم ثم يزيدون فيخربونها بأيديهم وأيدي المؤمنين.
هنا يجيء أول تعقيب في ظل هذه الصورة، وعلى إيقاع هذه الحركة: «فَاعْتَبِرُوا يا أُولِي الْأَبْصارِ» ..
---------------
أيها الأحبة الكرام:
لا يحل لكم أن تسمعوا لأية فتوة تصدر من جهة النظام الحاكم تبيح لكم قتل المتظاهرين تحت ذرائع ومسميات متعددة باطلة، فهؤلاء لا تحلُّ طاعتهم أبداً وهم منافقون ودجالون وأئمة مضلون أمثال الحسون والديك والحبش وغيرهم ممن باعوا دينهم بثمن بخس .... وهم فقهاء الهزيمة والتبرير والتطبيل .......
بل تؤخذ الفتاوى ممن يضحي بنفسه في سبيل الحصول على حقوقه المشروعة بكل القوانين السماوية والأرضية ..... وهو سبيل الله ..... وهم فقهاء الجهاد حقا ...
الذين رفضوا الذلَّ والهوان والاستعباد للبشر .... فعَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -:" إِذَا رَأَيْتُمْ أُمَّتِي لَا تَقُولُ لِلظَّالِمِ: أَنْتَ ظَالِمٌ، فَقَدْ تُوُدِّعَ مِنْهُمْ ". [السنن الكبرى للبيهقي 6/ 158] (11516) صحيح
قَالَ أَحْمَدُ:" وَالْمَعْنَى فِي هَذَا: أَنَّهُمْ إِذَا خَافُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ مِنْ هَذَا الْقَوْلِ فَتَرَكُوهُ كَانُوا مِمَّا هُوَ أَشَدُّ مِنْهُ، وَأَعْظَمُ مِنَ الْقَوْلِ، وَالْعَمَلِ أَخْوَفَ، وَكَانُوا إِلَى أَنْ يَدَعُوا جِهَادَ الْمُشْرِكِينَ خَوْفًا عَلَى أَنْفُسِهِمْ، وَأَمْوَالِهِمْ أَقْرَبَ، وَإِذَا صَارُوا كَذَلِكَ فَقَدْ تُوُدِّعَ مِنْهُمْ، وَاسْتَوَى وُجُودُهُمْ وَعَدَمُهُمْ " [شعب الإيمان 10/ 47]
نام کتاب : بحوث ومقالات حول الثورة السورية نویسنده : الشحود، علي بن نايف جلد : 1 صفحه : 70