responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الوسطية في القرآن الكريم نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 433
السلوك الذي عرف في بعض الأديان الأخرى، ثوم عوج أفكارهم، وهداهم للتي هي أقوم [1].
إن وسطية القرآن الكريم في العبادة، جعلت العبادة لا تنعزل عن الدنيا، والدنيا لا تحيف على العبادة؛ بل جمعت بين الأمور بدون إفراط أو تفريط أو غلو أو حفاء.
رابعًا: الرخص والتخفيفات في العبادة دليل على وسطية القرآن:
قد علمنا أن من ملامح الوسطية رفع الحرج في الشريعة، واليسر في الأحكام، وعدم التكليف بما لا يطاق ويظهر رفع الحرج في باب العبادة واضحا في الرخص والتخفيفات التي تدل على اليسر ورفع الحرج في عباداته وتكاليفه في عامة الأحوال، فإن القرآن الكريم، والسنة النبوية شرعت ألوانا من الاستثناءات والإعفاءات والتسهيلات في أحوال خاصة، وهي تلك التي توجد للإنسان نوعا من المشقة يؤوده ويثقل ظهره، ويقعد به عن مواصلة السير، فالسفر مثلا تقتضيه مطالب الحياة التي جاء الدين بإقرارها، بل بتمجيدها والدعوة إليها.
كالسفر في طلب الرزق (فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِن رِّزْقِهِ) [الملك: 15].
والسفر للحج إلى بيت الله (وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالاً وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَميِقٍ) [الحج: 27].
والسفر لطلب العلم، وغير ذلك من الأغراض الدينية والدنيوية والمرض مثلا من ضرورات الحياة وبلائها الذي لا يكاد يسلم منه إنسان بمقتضى النشأة الإنسانية، والتركيب البشري (لَقَدْ خَلَقْنَا الإِنْسَانَ فِي كَبَدٍ) [البلد: 4].
والجهاد من مطالب الحياة وضروراتها معا، إذ الإسلام لم يشرعه إلا دفاعا عن النفس، وتأمينا للدعوة، ودرءا للفتنة، وإنقاذًا للمستضعفين وتأديبا للناكثين.
وفي هذه الأمور الثلاثة - السفر والمرض والجهاد- قرر الإسلام تيسرت شتى:

[1] المرجع السابق.
نام کتاب : الوسطية في القرآن الكريم نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 433
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست