نام کتاب : الوسطية في القرآن الكريم نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 434
من رخص الصلاة:
فجعل للمسافر في الصلاة القصر: يصلي الرباعية - كالظهر والعصر والعشاء- ركعتين فقط، وقال الرسول -صلى الله عليه وسلم- في ذلك: "صدقة تصدق الله بها عليكم فاقبلوا صدقته" [1].
ورخص له في الجمع بين الصلاتين - الظهر مع العصر، والمغرب مع العشاء - فأجاز جمعها في وقت إحداهما تقديما أو تأخيرًا كما رخص للمريض أن يصلي قاعدًا أو مضطجعا على جنبه، أو مستلقيا على ظهره، حسب استطاعته، وليس على المريض حرج، وفي (الطهارة) -التي هي شرط لصحة الصلاة- رخص لمن يتعذر عليه استعمال الماء من مريض أو مسافرا أو نحوهما أن يترك الوضوء إلى التيمم بالصعيد الطيب من رمل أو تراب أو حجر أو نحوه، تيسيرًا من الله ورحمة بعبادة.
قال تعالى: (وَإِن كُنْتُمْ جُنُبًا فَاطَّهَّرُوا وَإِن كُنْتُم مَّرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِّنْكُم مِّنَ الْغَائِطِ أَوْ لاَمَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُم مِّنْهُ مَا يُرِيدُ اللهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُم مِّنْ حَرَجٍ وَلَكِن يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) [المائدة: 6].
وقد ذكر القرآن هذا الحكم أيضًا:
في سورة النساء قائلا: (فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيِكُمْ إِنَّ اللهَ كَانَ عَفُوًّا غَفُورًا) [النساء: 43].
وفي هذه الآيات يتبين للمسلم أن هذه الرخص في العبادات مظهر يتجلى الله فيه بأسمائه: (العفو الغفور، الكريم الرحيم، الذي يريد أن يطهر عباده ويتم عليهم النعمة) [2].
وهذا دليل على وسطية القرآن في العبادات. [1] رواه مسلم مع شرح النووي، كتاب الصلاة، (5/ 196). [2] انظر: العبادة في الإسلام (197).
نام کتاب : الوسطية في القرآن الكريم نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 434