الأهداف، وأن يتمسكوا بها، وأن يبينوها للطلاب، وعلى رأس الأهداف -كما ذكرت- الهدف السامي النبيل، ألا وهو إخلاص العبادة لله -تبارك وتعالى.
الهدف الثاني من أهداف التربية الإسلامية تربية الأخلاق:
والأخلاق أيضًا من أسمى أهداف التربية الإسلامية الصحيحة، وقد وصف الله -تبارك وتعالى- نبينا -صلى الله عليه وآله وسلم- بقوله: {وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيم} (القلم: 4) وقال الرسول -عليه الصلاة والسلام-: ((إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق)) وقال -صلى الله عليه وآله وسلم-: ((إن أحبكم إليَّ وأقربكم مني مجلسًا يوم القيامة، أحاسنكم أخلاقًا)) تأملوا فضيلة الخُلُق، وكيف أنه هدف نبيل من أهداف التربية الإسلامية.
على الدعاة أن يعتنوا به، وكانت عناية المسلمين منصبة على دراسة العلوم الدينية، وأولها القرآن والحديث وغيرهما؛ لأنها أساس الأخلاق، وجماع الفضائل، وبها تتعمق المعاني الطيبة في النفوس، ونجد مثلًا عبد الملك بن مروان يحدد لمؤدب ولده الوسائلَ المؤدية لحسن الخلق، وكمال النفس، فيقول: علمهم الصدقة كما تعلمه القرآن، وجنبهم السفلة، فإنهم أسوأ الناس ورعًا، وأقلهم أدبًا، إلى آخر ما ذكر له من ذلك.
ومن الأخلاق تتفرع الحكمة، وحسن التدبير، والفطنة لدقائق الأمور، وجودة الرأي والشجاعة، والكرم والشهامة، والمروءة وقوة الاحتمال، والثبات وكظم الغيط، والوقار، والعفة والحياء، والصبر والورع، والقناعة والعفو، وعزة النفس وقلة الطمع، وبالأخلاق الحسنة يتجنب الحمق والتهور، والتجبر والصرف والخوف والجزع، ودناءة النفس، وقبول المهانة، والذل والبخل، وغلظته في معاملة الناس، وإساءة الظن بهم، والحسد والمن والشماتة واستحقار الآخرين، وقد كان -صلى الله عليه وآله وسلم- من أحسن الناس خلقًا، قال الله -تبارك وتعالى- عنه: {لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ} (التوبة: من الآية: 128).