وقد ورد عن الرسول -صلى الله عليه وآله وسلم-: ((من سلك طريقًا يطلب فيه علمًا، سلك الله به طريقًا إلى الجنة)) وقال: ((إن الملائكة تضع أجنحتها لطالب العلم؛ رضا بما يصنع)) وكلنا نعلم مكانة العلماء، فهم الذين يحققون أسبابَ وجودهم في الحياة، قال تعالى: {إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ} (فاطر: 28) وقال -جل ذكره-: {يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ} (المجادلة: 11).
وقد ذكر الله -عز وجل- العلماء بعده وبعد الملائكة؛ تشريفًا وإجلالًا، فقال سبحانه: {شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ وَالْمَلائِكَةُ وَأُوْلُوا الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ} (آل عمران: من الآية: 18) والعلماء هم ورثة الأنبياء، يستغفر لهم ما في السموات والأرض، وتشتغل الملائكة بالاستغفار لهم، وهم مفضلون على العباد.
وفي الآثار قال أبو الأسود الدؤلي: ليس بشيء أعز من العلم، الملوك حكام على الناس، والعلماء حكام على الملوك.
رابعًا: من أهداف التربية الإسلامية العمل، والحث عليه:
إن احترام العمل والتشجيع على ممارسته من أهم أهداف التربية الإسلامية ومقوماتها، فقد كان الرسول -عليه الصلاة والسلام- يدفع أصحابه للعمل، ويحثهم عليه، ويخبرُ بأن الله يحب اليد العاملة: ((ولئن يأخذ المسلم حبله فيحتطب، خيرًا له من أن يسأل الناس أعطوه أم منعوه)) والتدريب على العمل المهني لا بد من ربطه ببناء العقول والأخلاق: ((إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملًا أن يتقنه)).
ومن أهم ثمار الأهداف السابقة احترام العمل وإتقانه؛ لارتباط ذلك بالتقوى وخشية الله ومراقبته، وبالأمانة وتقدير المسئولية، لذا فلا بد من أن يتضمن المنهج إلى جانب الناحية النظرية فيه، برامج تكليفية في أيام من السنة أو أشهر الصيف؛