responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : آثار الإمام محمد البشير الإبراهيمي نویسنده : البشير الإبراهيمي    جلد : 1  صفحه : 337
وما ظنّ الذين يفترون علينا الكذب ويتقوّلون علينا الأقاويل؟ أفي مثل هذا الاحتفال من أعمالنا شائبة نقد أو رائحة إضرار بأحد؟
...

كان من المتوقع- على بعد- أن تسمح الإدارة بوقوع الختم في الجامع الأعظم لاتساعه لأضعاف ما يتسع له الجامع الأخضر- وقد طلب منها ذلك واتخذت وسائله- فأبت، فما كان من لجنة الاحتفال وكرام القسنطينيين إلا أن قرّروا أن يفسحوا في المجالس للوافدين وأن لا يزاحموهم في مقاعد الجامع الأخضر ساعة الدرس، ونفّذوا هذه الخطة على أن تكون مكافأتهم من الأستاذ إعادة درس الختم في ليلة أخرى بعد انحسار الوفود عن قسنطينة.
وما كادت تشرق شمس يوم الأحد حتى اكتظّ الجامع الأخضر بالوفود، فلم يبق فيه متنفس وشمل الخشوع تلك الصفوف المتراصّة حتى لا حركة ولا ضوضاء. وتجلّى جلال كلام الله في بيت الله فكان مشهدًا يستنزل الرحمات، ويتكفّل باستجابة الدعوات. وصعد الأستاذ المفسّر منبر الدرس فشخصت العيون وخفتت الأنفاس واستهلّ بتلاوة المعوذتين. وشرع في تفسيرهما بما هو معهود منه، فلا يحتاج إلى نعت ولا إلى إطراء (وقد نشر ملخص الدرس في هذا العدد).
استغرق الدرس ما يقرب من ساعة ونصف أخذ الناس فيها على نفوسهم، وجلّلتهم سحابة من الخشية والسكينة. وكذلك المؤمنون الذين يخشون ربّهم بالغيب تقشعرّ جلودهم عند سماع كلامه، ثم تلين جلودهم وقلوبهم لذكر الله.
وختم الأستاذ المفسّر الدرس بأدعية قرآنية وابتهالات مأثورة، ثم طلب من الحاضرين أن يسألوا الله الرحمة والمغفرة لأخيهم حسين باي، مؤسّس الجامع الأخضر ومحبسه في سبيل العلم وإقام الصلاة وذكر الله كما هو منقوش على رخامة في المسجد. وذكر أن من علامات إخلاص هذا الرجل في عمله وحسن نيّته أن يسّر الله ختم تفسير كلامه من أوله إلى آخره في مدة خمسة وعشرين عامًا بهذا المسجد، فانطلقت الألسنة بالدعاء والترحّم وافترقوا على مثل ما اجتمعوا عليه بقلوب خاشعة ونفوس متراحمة وألسنة رطبة بحمد الله وشكره على ما وفّق إليه من الخير وأعان.
وكان هذا اليوم مقصورًا على درس التفسير، حرصًا على كلام الله أن يستقل تأثيره بالنفوس وأسره للأفئدة، وعلى عظاته أن تتصل بشغف القلوب. وخصّ سائر اليوم لاستراحة الوافدين ووقوفهم على معالم المدينة ومناظرها بعد أن أذنت لجنة الاحتفال فيهم باحتفالات الغد وأعماله.
***

نام کتاب : آثار الإمام محمد البشير الإبراهيمي نویسنده : البشير الإبراهيمي    جلد : 1  صفحه : 337
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست