نام کتاب : آثار الإمام محمد البشير الإبراهيمي نویسنده : البشير الإبراهيمي جلد : 1 صفحه : 338
كان يوم الإثنين الموالي ليوم الختم موعدًا لإقامة حفلة تكريم للأستاذ المفسّر، وهي الحفلة التي سبقت الإشارة إليها في كلامنا. وكان لها حظ من تصميمنا واعتزامنا، فسخر الله أسبابها في هذا اليوم. وقد تلطفت لجنة الاحتفال فأسندت رئاستها إلى كاتب هذه السطور. وكان موضع الاحتفال قاعة "كليّة الشعب" الفسيحة.
أهطعت الوفود إلى كليّة الشعب قبل الساعة المقرّرة بساعات ولم يثنهم طول الانتظار ولا اكتظاظ القاعة حرصًا على ضمان المقاعد. وصنع القسنطينيون في هذا اليوم صنيعهم بالأمس، ففسحوا في مجالس كلية الشعب كما فسحوا في الجامع الأخضر إكرامًا للوفود. وأبت الوفود إلا أن يكون لها شرك في معنى التكريم وأن يكون لأسمائها وبلدانها دخل في عداد المكرمين، فكان التكريم باسم العلماء زملاء الأستاذ وشركائه في العمل وباسم تلامذته وباسم هذه الوفود الحاشدة.
ودقت الساعة التاسعة، فتصدّرت هيئة جمعية العلماء سدّة القاعة واكتنفهم خطباء الحفلة وشعراؤها من تلامذة الأستاذ عن اليمين والشمال، وتقدّم رئيس الحفلة فقدم مقرئًا، أسمع الناس آيات من كلام الله، ثم فتح الرئيس باب الخطابة بارتجال كلمات. ثم قدم الخطباء على مراتبهم ثم الشعراء كذلك، وسيرى القارئ في آخر هذا العدد تلك الخطب والقصائد منشورة.
ولما كانت ساعات الاحتفال محدودة لا تتسع لجميع الخطباء ولا للقليل منهم، وكان التلامذة يمثّلون طبقات تمتد من أوائل النهضة إلى الآن، فقد رؤي حرصًا على الوقت والفائدة الاقتصار على من يمثّل تلك الطبقات، فتقدّم من يمثّل المتخرّجين في أوائل الحركة ثم من يمثّلون وسط الحركة واستفحالها، ثم من يمثلون الطبقة المباشرة للتعليم في السنوات الأخيرة ثم من يمثّلون الطبقة النازحة إلى جامع الزيتونة ثم من يمثّل الطبقة المستقلّة بالتعليم ثم من يمثّل تلاميذ التلاميذ. وبعد انتهاء الخطباء أعلن الرئيس استراحة ربع ساعة ثم الرجوع لسماع الشعراء.
ولما انتهى دور الخطباء والشعراء المقرّرين في منهاج الحفلة، وقف كاتب هذه السطور وارتجل خطابًا تغنّى فيه بجمال يوم القرآن وهو يوم الختم وبفوائد الخير التي سيعود بها على الأمة الجزائرية. وقد حاول كاتبان من كتّاب الحفلة أن يلتقطاه عند الإلقاء ففاتهما منه الكثير. وتقدّم إليّ الحريصون على تخليد الحفلة كاملة أن أكتب ما علق بالذاكرة من ألفاظها ومعانيها، فكتبت ما يقرؤه القارئ في آخر الخطب. وأنا أبرأ من ادعاء محاذاته كما ألقي ارتجالًا في ألفاظه ومعانيه.
وبعد خطبة الرئيس، قام الأستاذ المحتفل به وارتجل خطبة ضافية نستعيض عن وصفها ها هنا بتلخيص معانيها ونشرها مع الخطب.
نام کتاب : آثار الإمام محمد البشير الإبراهيمي نویسنده : البشير الإبراهيمي جلد : 1 صفحه : 338