نام کتاب : درج الدرر في تفسير الآي والسور - ط الفكر نویسنده : الجرجاني، عبد القاهر جلد : 1 صفحه : 458
وإنّما يتّصل قوله: {وَما لِلظّالِمِينَ} بما [1] تقدّم؛ لأنّ الحال يدلّ على أنّ من يدخله النار إنّما أدخله عقوبة لظلم حصل منه على نفسه أو على غيره.
وإنّما قال: {مِنْ أَنْصارٍ،} ولم يقل: من ناصر، لنظم رؤوس الآي، أو مقابلة للظّالمين.
193 - و (المنادي) [2]: القرآن، عن قتادة ومحمّد بن كعب القرظيّ [3] كقوله: {هذا كِتابُنا يَنْطِقُ عَلَيْكُمْ بِالْحَقِّ} [الجاثية:29]. وعن ابن جريج وابن زيد أنّه [4] رسول الله صلّى الله عليه وسلّم لقوله: {لِأُنْذِرَكُمْ بِهِ وَمَنْ بَلَغَ} [الأنعام:19].
ويحتمل أن يكون المراد بالسّمع سمع القلب، وبالمنادي نذير الله في قلب كلّ مؤمن.
وليس فيها دلالة على نفي وجوب الإيمان قبل السّماع؛ لأنّ الله أثنى على الذين سمعوا ولم يذكر [5] غيرهم.
واللام بمعنى (إلى) كقوله: {هَدانا لِهذا} [الأعراف:43]، و {أَوْحى لَها} [الزّلزلة:[5]] [6].
{أَنْ آمِنُوا:} ترجمة للنّداء [7].
{وَتَوَفَّنا:} موافقين للأبرار حاصلين في عدادهم كقوله: {فَأُولئِكَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ} [النّساء:146] [8].
194 - {رَبَّنا:} تكرار للنّداء [9].
{وَآتِنا:} عطف على قوله [10]: {فَاغْفِرْ لَنا.}
{عَلى رُسُلِكَ:} «على ألسن رسلك» [11]، أو على نصرة رسلك، أو على اتّباع رسلك [12].
وهذا يدلّ على أنّ خير الآخرة إنّما يستحقّ بوعد الله تعالى لا غير، أو العبد لا يستحقّ ثوابا إلا بوعد سيّده. [1] في ع: مما. [2] في الأصل وب: المنادي، والواو ساقطة. [3] ينظر: تفسير سفيان الثوري 1/ 84، والطبري 4/ 280 - 281، ومعاني القرآن الكريم 1/ 527. [4] بعدها في النسخ الثلاث: سأل، وهي مقحمة. وينظر: تفسير الطبري 4/ 281، والتبيان في تفسير القرآن 3/ 84، وزاد المسير 2/ 72. [5] في ع: يذكروا. [6] ينظر: معاني القرآن للفراء 1/ 250، وتفسير الطبري 4/ 281 - 282، والتبيان في تفسير القرآن 3/ 84. [7] ينظر: الكشاف 1/ 455، والتبيان في إعراب القرآن 1/ 321، والمجيد 273 (تحقيق: د. عطية أحمد). [8] ينظر: تفسير البغوي 1/ 386، والكشاف 1/ 455، وزاد المسير 2/ 73. [9] ينظر: البحر المحيط 3/ 150. [10] في الآية السابقة. [11] تفسير الطبري 4/ 283، ومعاني القرآن وإعرابه 1/ 499، وإعراب القرآن 1/ 427. [12] ينظر: الكشاف 1/ 455.
نام کتاب : درج الدرر في تفسير الآي والسور - ط الفكر نویسنده : الجرجاني، عبد القاهر جلد : 1 صفحه : 458