responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : درج الدرر في تفسير الآي والسور - ط الفكر نویسنده : الجرجاني، عبد القاهر    جلد : 1  صفحه : 685
{وَلَمّا تَوَجَّهَ تِلْقاءَ مَدْيَنَ قالَ عَسى رَبِّي أَنْ يَهْدِيَنِي سَواءَ السَّبِيلِ} (22) [القصص:22]، فأكرمه الله بصحبة شعيب عليه السّلام وبمصاهرته، وكان شعيب قد عمر بمدين مع المؤمنين من قومه إلى ذلك الزّمان بعد هلاك الكافرين من قومه، وكانت هذه القصّة قبل هلاك الكافرين، والله أعلم. ثمّ رجع من عند شعيب بعد عشر سنين، وقيل: بعد ثنتي عشرة سنة، مع أهله، واتّفقت له في الطّريق أسباب النّبوّة [1] بإذن الله تعالى، ونودي من الشّجرة {إِنَّنِي [2]} أَنَا اللهُ لا إِلهَ إِلاّ أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلاةَ لِذِكْرِي (14) إِنَّ السّاعَةَ آتِيَةٌ أَكادُ أُخْفِيها لِتُجْزى كُلُّ نَفْسٍ بِما تَسْعى (15) فَلا يَصُدَّنَّكَ عَنْها مَنْ لا يُؤْمِنُ بِها وَاِتَّبَعَ هَواهُ فَتَرْدى (16) [طه:14 - 16]، وشاهد من عصاه ويمينه ما شاهد، وأرسل إلى فرعون بتينك [3] الآيتين، وغفرت له خطيئته في قتل القبطيّ الكافر [4] قبل إباحته، وألهم وأمر أن يستشفع في الرّسالة فاستشفع وأجيب إلى ذلك، وشفع بهارون عليه السّلام، وهارون بمصر. فردّ موسى أهله إلى شعيب وتجرّد للرّسالة متوكّلا على الله مطمئنّا على وعده: {أَنْتُما وَمَنِ اِتَّبَعَكُمَا [5]} الْغالِبُونَ [القصص:35]. (121 ظ) فلمّا انتهى إلى مصر وجد أباه قد توفّي، ووجد أمّه في الأحياء وكذلك أخاه وأخته، فنزل كهيئة الضّيف فقدّموا إليه طبيخا من خلّ وعدس بلحم، ثمّ تفرّس فيه هارون على المائدة فعرفه، وتباشروا به، وبشّر موسى أخاه بالرّسالة فقال: سمعا وطاعة، وأصبحا على باب فرعون من ساعتهما، فأذن لهما بالدّخول، وقيل: بقيا على بابه سنتين حتى انتهى أمرهما إليه واستحضرهما، وكان من قصّتهما معه ما سنذكره.
{بِآياتِنا:} اليد والعصا وانحلال اللّسان وغير ذلك. وكانت العقدة وقعت في لسانه من جهة أنّما أخذ بلحية فرعون وهو رضيع، فهمّ فرعون بقتله متخوّفا أنّه عدوّه الذي سيهلكه، فتشفّعت امرأته وقالت: طفل لا يميز، فامتحنه فرعون بطبقين: طبق من ياقوت وطبق من جمر، فكاد موسى يلتقط ياقوتة لما جبله الله عليه من حسن الاختيار، ولو فعل ذلك لعلم فرعون علمه، فلبس الله الأمر على فرعون فضرب يد موسى إلى جمرة التقطها [6] ووضعها في فيه على عادة الصّبيان، فانزوى طرف لسانه إلى أن حلّه الله إكراما له وآية على صدق دعواه.

[1] بعدها في ب: في الطريق، وهي مقحمة.
[2] في الأصل وك وب: إني.
[3] في ك: بيمينك.
[4] ساقطة من ب.
[5] في الأصل: اتبعك، وفي ب: تبعكما.
[6] في ع: والتقطها.
نام کتاب : درج الدرر في تفسير الآي والسور - ط الفكر نویسنده : الجرجاني، عبد القاهر    جلد : 1  صفحه : 685
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست