responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التاج المكلل من جواهر مآثر الطراز الآخر والأول نویسنده : صديق حسن خان    جلد : 1  صفحه : 521
الجاهلين"، فالعلمُ المشار إليه في هذا الحديث هو علم التوحيد، ولأجله أنزلت الكتب، وأرسلت الرسل، وكل علوم القرآن العظيم والسنة الشريفة راجعةٌ إلى هذا العلم العظيم. وإني أحمد الله تعالى على ما أولاكم به من مجانبة أهل البدع المضلة، واتباعِ آرائهم الفاسدة، ومَنَّ عليكم باتباع القرآن العظيم، والذكر الحكيم، والسنة المطهرة الشريفة، فأيُّ علم تُعْقَدُ عليه الخناصر غيرُ علمهما، فذلك فضل الله يؤتيه من يشاء، والله ذو الفضل العظيم.
ولست مزكيًا لكم لترضوا عن أنفسكم، ولكن مهنئًا لكم لتحمدوا الله على هذه النعمة العظيمة، والمنة الجسيمة، التي مَنْ فاز بها فقد أفلح في الدارين، فنسأل الله الكريم كما مَنَّ عليكم بهذا الميراث النبوي، أن يمنَّ علينا وعليكم جميعًا بالعمل به، وأن يجعله خالصًا لوجهه الكريم، فإن من شرط قَبولِ العمل أن يكون خالصًا صوابًا، فالخالصُ ما كان لوجه الله، سالمًا من الشرك، والصوابُ ما كان على هديه - صلى الله عليه وسلم -.
ثم لا يخفى عن علمكم الشريف، بينما أنا أترقب لأخباركم السارة في أبرك الساعات، تشرفت بورود كتابكم الكريم، المتوَّج أعلاه ببِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، المؤرخ 22 صفر سنة 1298، فقبلت لثامه إكرامًا، وتلقيته باليمين احترامًا، وسرحت سوائم النظر والأفكار في رياض معانيه التي تُخْجِل حدائقَ الأزهار، وأحطت علمًا بما أودعتموه من لطائف الإشارات، وحسن أسلوب التخلص من هاتيك العبارات، حيث لاح منها أنكم - أيدكم الله - مرجحون عدمَ إرسال ما لديكم من مؤلفاتكم الشريفة إلى مدينة القسطنطينية، لأجل طوارىء الموانع التي أشرتم إليها علينا، وأخرى لم تطلعوا عليها [1]، أو اطلعتم فأعرضتم عن التصريح بها إعراضًا حسنًا، وقد لاح لي هذا البارق قبل ورود كتابكم الشريف إلينا، فإذا كان الأمر كذلك، فأمرُ الله ورسوله ثم أمرُكم مطاع، ونحن

[1] الموانع التي ذكرت عن المؤلف، راجعة إلى الفتنة التي حدثت بعد تزوجه بالملكة، وإيذائه من جراء ذلك من قبل الأسرة الملكية وحاشيتها، ثم تدخل بريطانية في هذه الفتنة لأمور سياسية، يطول شرحها.
نام کتاب : التاج المكلل من جواهر مآثر الطراز الآخر والأول نویسنده : صديق حسن خان    جلد : 1  صفحه : 521
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست