نام کتاب : الأيوبيون بعد صلاح الدين نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 566
7 - اضطرابات سياسية في أوروبا: أبحر الملك لويس من دمياط في مساء يوم السادس من مايو 1250م واتخذ طريقة إلى عكا فوصلها بعد سنة مخلفاً وراءه في مصر العديد من الأسرى الذين لم يتمكن الملك من دفع فديتهم وفي عكا ساعدت الظروف الملك ليتولى عرش مملكة بيت المقدس الإسمية عن طيب خاطر من يوحنا إبلين الصغير سيد أرسوف وابن عم الملك هنري الأول ملك قبرص ونائبه في حكم المملكة الصليبية، وعقب وصول الملك جاءته الأخبار من والدته الملكة بلانشى صاحبة قشتالة تستدعيه للرجوع إلى مملكته التي طمع الإنجليز في الوثوب عليها أثناء غيبته في الشرق حينئذ عقد لويس مجلساً حربياً من بارونات فرنسا ورجال الدين وجماعات الفرسان الداوية والاسبتارية والتيوتونية وبارونات مملكة بيت المقدس للتداول، فيما يجب اتخاذه، وقد اجتمع المجلس ثلاثة آحاد متتالية من 19 يونيو إلى 3 يوليو 1250م وانقسم الأعضاء فريقين، فريق يتألف من غالبية الصليبيين يرى ضرورة العودة إلى فرنسا، وفريق آخر على رأسه جوانفيل يرى أنه يجب البقاء بالشام لحماية الإمارات الفرنجية بها من غائلة المعتدين وبعد تمحيص الآراء قرر الملك لويس البقاء في فلسطين إلى أن يفتك باقي الأسرى المسيحيين الذين لا يزالون في قبضة المصريين، كما رأى أن بقاءه قد يعود بالنفع على المسيحيين في الشرق خصوصاً بعد الخلاف الذي نشب بين الأيوبيين في الشام والمماليك في مصر بعد قتل المعظم توران شاه [1] لكنه على أي حال أنفذ أخويه كونت انجو وكونت بواتييه إلى فرنسا، للدعوة إلى التئام القوى للقيام بحملة صليبية جديدة تمحو عار الهزيمة التي مني بها في المنصورة وفارسكور [2]. [1] العدوان الصليبي على مصر ص 269. [2] المصدر نفسه ص 269.
نام کتاب : الأيوبيون بعد صلاح الدين نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 566