ابن أيوب، كان المذكور صاحب قلعة البيرة التي على شاطئ الفرات، كان يحب العلماء وأهل الأدب ويقصدونه من البلاد.
ولما ولد بالقاهرة كان والده بالشام وكان هو الثاني عشر من أولاد أبيه، فكتب القاضي الفاضل الى السلطان صلاح الدين يبشره بمولده، ومن جملة ما كتب إليه [1]: وهذا الولد المبارك هو الموفّى لأثني عشر ولدا بل لاثني عشر نجما متقدا، فقد زاد الله سبحانه وتعالى في أنجمه على أنجم يوسف نجما، ورآهم [2] المولى (11 أ) يقظة ورأى تلك الأنجم حلما ورآهم المولى ساجدين له ورأينا الخلق لهم سجودا وهو تعالى قادر على أن يزيد جدود المولى إلى أن يراهم آباء وجدودا.
قال الشيخ شمس الدين ابن خلكان [3] وقد ألّم القاضي في آخر الكلام بقول البحتري [4] في مدح الخليفة المتوكل على الله وقد ولد له المعتز من جملة قصيدة [5]: [الكامل]
وبقيت حتّى تستضيء برأيه ... وترى [6] الكهول الشّيب من أولاده
وحكي عنه أنه كان يقول: من أراد أن يبصر صلاح الدين فليبصرني، أنا أشبه أولاده به. وكانت ولادته لسبع بقين من ذي القعدة سنة ثلاث وسبعين وخمسمائة، وهو شقيق الملك الظاهر غازي المقدم ذكره، وتوفى في ليلة التاسع من صفر من هذه السنة، فتوجه الملك العزيز ابن الظاهر، صاحب حلب الى القلعة وملكها رحمهم الله تعالى.
وفيها مات شهاب الدين أبو العباس عبد السلام ابن المطهّر ابن قاضي القضاة أبي سعد عبد الله بن أبي السري ابن هبة الله بن المطهّر ابن جماعة [7]، وكان فقيها جليل القدر وافر [1] أورد القلقشندي هذه الرسالة في صبح الأعشى 7/ 90 - 91 وأيضا أوردها ابن خلكان في وفيات الأعيان 2/ 258. [2] ورآهم يوسف، في وفيات الأعيان. [3] أنظر المصدر السابق، ص 258. [4] راجع ديوان البحتري 1/ 44 طبعة رزق الله سركيس بيروت سنة 1911 وراجع ديوانه تحقيق حسن كامل الصيرفي 2/ 704 طبعة دار المعارف بمصر. [5] مطلع هذه القصيدة: ردّي على المشتاق بعض رقاده أو فاشركيه في اتصال سهاده [6] في الأصل: ترا. [7] لم نقع في المصادر التي ترجمت له على هذه التسمية، بل ذكرت اسمه مقترنا بابن أبي عصرون، راجع ترجمته في مرآة الزمان 8/ 692 و 694، الحوادث الجامعة ص 75، الشذرات 5/ 149، تاريخ الإسلام للذهبي الطبقة الرابعة والستون:87 (رقم 100).