نام کتاب : دولة الموحدين نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 301
وعلى يد هذا الصغير قدمت الأندلس للنصارى على طبق من ذهب، دون أن يجد النصارى في ذلك عناءً يذكر!:
وهل شكر النصارى لهذا، المتخاذل خذلانه لقد طردوه من الأندلس إلى المغرب وفي ذلك يقول المقري - رحمه الله -: (ثم ارتحل السلطان أبو عبد الله إلى مدينة فاس - حرسها الله - ومازال أعقابه بها إلى الآن من جملة الضعفاء السُّؤّال، بعد الملك الطويل العريض، فسبحان المعز المذل، المانح المانع لا إله إلا هو) [1].
6 - التخاذل عن نصرة من يحتاج إلى نصرة:
لقد كانت أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم في تلك المرحلة معطلة كأنهم لم يسمعوا قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (المسلم أخو المسلم لايظلمه ولايسلمه) [2].
وقوله صلى الله عليه وسلم: "المؤمن للمؤمن كالبينان يشد بعضه بعضا" [3].
لقد تخاذل ملوك الشمال الإفريقي عن نصرة ماتبقى من الإسلام والمسلمين في الأندلس بسبب حروبهم الطاحنة المدمرة فيما بينهم، وانشغالهم ببعضهم وانهكت قواهم في حروب مريرة لم يستفد منها إلا أعداء الإسلام.
لقد كان التخاذل في الأندلس من زمن ملوك الطوائف حيث يتخاذلون عن نصرة من يستحق النصرة وإليك ماحدث في طليطلة.
قال د. عبد الرحمن الحجي عن سقوط طليطلة وموقف حكام الطوائف: [1] انظر: سقوط الاندلس (67،68). [2] البخاري مع الفتح، كتاب المظالم، رقم 2442 (5/ 116). [3] المصدر السابق، كتاب المظالم، رقم 2446، (5/ 117).
نام کتاب : دولة الموحدين نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 301