responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : دولة الموحدين نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 84
أرضه على عدم مواجهة أعداد كبيرة من جيوش المرابطين دفعة واحدة. كما أن الجيوش المهاجمة عادة تحتاج إلى وقت للتأقلم على ساحة المعركة الجديدة، بينما كان بن تومرت واتباعه يقاتلون على أرض خبروها وعرفوا مسالكها، وهذا عامل مهم من عوامل نصر الجيوش، والأهم من ذلك أن اتباع ابن تومرت كانوا يقاتلون بمعنويات عالية بعد أن بايعوا ابن تومرت على أنه المهدي في الوقت الذي كانت فيه معنويات الجند المرابطي منهارة، فكانوا ينهزمون دون قتال لغلبة التردد عليهم وعدم وضوح الهدف فالجندي المرابطي كان في حيرة فهو يقاتل مسلمين من أبناء جلدته، وهو يسمع كل يوم بأن القبائل تتوافد على ابن تومرت وتبايعه، بعد ماشاعت الأخبار عما يتمتع به من علم وزهد وتقشف وانه هو المهدي. كل هذه الأمور كانت تجعل من الجندي المرابطي مضطرب النفس متردداً في إقدامه على قتال ابن تومرت ولذلك كان يفضل الفرار على الصدام [1].
وازدادت ثقة بن تومرت بنفسه بعد تحقيقه تلك الانتصارات، فبادر بإرسال رسالة إلى المرابطين يعرض عليهم الدخول في طاعته واما القتال مهدداً ومتوعداً من عدم الانقياد له، ومما جاء فيها: "الى القوم الذين استزلهم الشيطان، وغضب عليهم الرحمن، الفئة الباغية، والشرذمة الطاغية اللمتونية أما بعد: فقد أمرناكم بما نأمر به أنفسنا من تقوى الله العظيم ولزوم طاعته، وأن الدنيا مخلوقة للفناء، والجنة لمن اتقى، والعذاب لمن عصى، وقد وجبت لنا عليكم حقوق بوجوب السنة فان اديتموها كنتم في عافية وإلا فنستعين بالله عليكم على قتالكم حتى نمحو آثاركم ونهدم دياركم، وحتى يرجع العامر خاليا

[1] انظر: دولة المرابطين ص (114)
نام کتاب : دولة الموحدين نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 84
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست