responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : دولة الموحدين نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 86
رجالاً لهذا الغرض فسار المهدي وأتباعه الى ذلك البئر، وبعد ان وهل على رأسها قال: "ياملائكة الله ان عبد الله الونشريشي قد زعم كيت وكيت" فقال من فيها صدق، فصدقه الناس، ثم أمر بطمر البئر بحجة أنها مقدسة. وواضح ان طمره للبئر كان بسبب خوفه من أن يفضحوا أمره مما سيكون له أسوأ الأثر على دعوته وكشف زيفها.
ونادى ابن تومرت في أهل الجبل للحضور للتمييز، وأخذ الونشريشي يعمد إلى الرجال الذين يخاف من ناحيتهم ويضعهم على يساره فيقول هؤلاء من أهل النار ويضع إلى يمينه الغمر [1]، فيقول هذا من أهل الجنة. ثم أمر القبائل بقتل الأفراد الذين قيل انهم من أهل النار وكان عددهم حسب بعض الروايات سبعين ألفاً، فلما فرغ من ذلك أمن ابن تومرت على نفسه وأصحابه واستقام أمره [2].
وعلم ابن تومرت ان الباقين من أهل وأقارب المقتولين لاتطيب قلوبهم بذلك، فجمعهم وبشرهم بانتقال مراكش اليهم واغتنام أموال المرابطين، فسرهم ذلك وسلاهم على أهلهم، ثم ندبهم إلى قتال المرابطين وتحول موقف الموحدين من الدفاع الى الهجوم وبعد سلسلة من الحملات الناجحة التي قام بها ابن تومرت على معاقل المرابطين أراد أن يحسم الأمر بإسقاط عاصمة المرابطين مراكش. وتضطرب الروايات حول تحديد تاريخ هذا الزحف، وسبب ذلك يعود أن المعركة الفاصلة بين الطرفين جاءت بعد سلسلة معارك دامية. فالوصول إلى أسوار مراكش لم يتم بسهولة بل كلف الموحدين اختراق كل الخطوط الدفاعية التي أقامها المرابطون وحصنوها بالقلاع، على أي حال صمم ابن

[1] الغمر: هو الغير المجرب
[2] انظر ابن خلكان (6/ 52 - 53)
نام کتاب : دولة الموحدين نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 86
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست