responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : دولة السلاجقة وبروز مشروع إسلامى لمقاومة التغلغل الباطني والغزو الصليبي نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 432
سيلفظه إذ ليس ثمة ما يحقق التوافق المطلوب الذي يربط بين الطرفين ويوحّد تجربتهما ويختم على مصيرهما. إن الأجسام الغريبة محكوم عليها بالطرد، ولن تكون الأرض التي تسطو عليها وطناً لها في يوم من الأيام. تلك هي حتمية التاريخ والقرآن الكريم يقولها بوضوح: {وَتِلْكَ الأيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ} [آل عمران: 140] فليس ثمة أمة أو جماعة أو دولة أو قوة في الأرض بقادرة على تجاوز حتمية التاريخ .. إنما لكلمات ثلاث ولكنها تلخص التاريخ البشري كله وتمنحه قيمته وحيويته وقدرته على الحركة في الوقت نفسه [1]. وسنمضي بإذن الله تعالى قدماً لدراسة الحروب الصليبية من عهد السلاجقة إلى الزنكيين ثم الأيوبيين ثم المماليك لنرى العبرة ونستلهم الدروس، ونستخرج سنن وقوانين الصراع لكي نوظفها لنصرة كتاب الله وسنة رسوله - صلى الله عليه وسلم -.

رابعاً: حركة التفاف الصليبيين:
ما لبثت أوربا بعد سحق الوجود الإسلامي في إسبانيا، أن بدأت بقيادة إسبانيا والبرتغال، ومن بعدهما بريطانيا وهولندا وفرنسا، عملية الالتفاف التاريخية المعروفة على عالم الإسلام عبر خطوطه الخلفية في إفريقيا وآسيا، والتي كانت بمثابة حركة الاستعمار القديم التي ابتلي بها العالم الإسلامي فيما بعد، والتي استمرت حتى العقود التي أعقبت سقوط الخلافة العثمانية، كان المماليك في مصر والشام قد بلغوا مرحلة الإعياء، وكان اكتشاف الطريق البحري الجديد حول رأس الرجاء الصالح قد وجّه لتجارتهم -التي هي بمثابة العمود الفقري لمقدراتهم المادية- ضربة قاصمة، أما العثمانيون فكان جهدهم منصبًا على اختراق أوربا من الشرق، ولم تكن لديهم الجسور الجغرافية التي تمكنهم من وقف محاولة الالتفاف تلك في بداياتها الأولى, ولكنهم ما لبثوا بعد عدة عقود أن تحركوا لمجابهة الموقف ومع ذلك فقد دافعت الشعوب والقيادات الإسلامية المحلية في المناطق التي ابتليت بالغزو دفاعاً مستميتاً، وضربت مثلاً صلباً في مقاومتها المتطاولة للعدوان, وألحقت بالغزاة خسائر فادحة على طول الجهات والمواقع الساحلية التي سعى هؤلاء إلى أن يجدوا فيها موطئ قدم لهم [2].
يقول جورج كيرك: لقد كان هدف هنري الملاح هو استمرار الصليبيين بواسطة التغلب على دار الإسلام حربياً وتجارياً، وانتزاع تجارة الذهب وغيره من أيدي المسلمين والاتصال في جنوبي الصحراء بجون (حنا) نجاشي الحبشة للتعاون معه على مهاجمة المسلمين من الجنوب، ومن هنا بدأت في أوائل القرن التاسع الهجري «الخامس عشر الميلادي» وخلال القرن العاشر حركة يقودها البرتغاليون والإسبانيون في الاستيلاء على موانئ شاطئ إفريقيا

[1] هجمات مضادة في التاريخ الإسلامي، ص 36.
[2] المصدر نفسه، ص 37.
نام کتاب : دولة السلاجقة وبروز مشروع إسلامى لمقاومة التغلغل الباطني والغزو الصليبي نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 432
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست