responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : دولة السلاجقة وبروز مشروع إسلامى لمقاومة التغلغل الباطني والغزو الصليبي نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 532
ضعف ذلك الخليفة عن قرب، وأن السلطة الفعلية ليست بيده بل بيد السلطان السلجوقي، لذا بدأوا به أولاً بإثارة السكان ضده، حيث دخلوا الجامع الذي يقرب من داره يوم الجمعة، فأنزلوا الخطيب عن المنبر وكسروه .. وصاحوا لما لحق الإسلام من الإفرنج. وشرحوا للناس ما حل بإخوانهم المسلمين في حلب وأعماله ومدن بلاد الشام من تدمير وخراب على أيدي الغزاة الصليبين، مما أدى إلى استجابة الناس وشحذ هممهم؛ لكنهم لم يستطيعوا الوصول إلى مقر السلطان بركيارق، الذي منعهم حّراسه من مقابلته. غير أنه أوعز إلى حراسه ليبلغوهم أنه سيرسل قواته لإنجادهم [1]. وقرّر فقهاء حلب التوجه مرة أخرى إلى الخليفة المستظهر بالله نفسه, فاندفعوا إلى دار الخليفة بعد أن دخلوا جامع القصر، ومنعوا الناس من الصلاة وشرحوا أمرهم لهم، فثار الناس من حولهم [2]، وكان ذلك الأمر قد أجبر الخليفة العباسي على ضرورة مقابلتهم وقولهم له: أما تتقي الله أن يكون ملك الروم أكثر حمية منك للإسلام حتى أرسل إليك في جهادهم [3].
وهنا يشير النص السالف الذكر إلى أن وجود فقهاء حلب ببغداد عام 504هـ/1111م قد تزامن مع وصول وفد الدولة البيزنطية إلى بغداد أيضاً؛ للتفاهم مع الخليفة العباسي والسلطان السلجوقي حول إمكانية توحيد جهودهما لمواجهة الخطر الصليبي لبلاد الشام, مؤكداً للجانب الإسلامي بأن الإمبراطور البيزنطي الكسيوس كومنيوس قد منعهم من العبور إلى بلاد المسلمين وحاربهم [4]. ويفهم من هذه الرواية أن الجانب البيزنطي أراد الاستعانة بالجانب الإسلامي لمواجهة ذلك الخطر الصليبي، خاصة بعدما نقض الصليبيون الاتفاقية المبرمة مع البيزنطيين (عام 490هـ/1096م) والتي تضمنت إرجاع الممتلكات البيزنطية في بلاد الشام في حالة استعادتها من الجانب الإسلامي. على أية حالة لم يكن فقهاء حلب أوفر حظاً مع خلافة بغداد عن بقية وفود المدن الشامية الأخرى, رغم ما أشار إليه ابن كثير أن فقهاء بغداد وعلى رأسهم الفقيه «ابن الدغواني» قد استجابوا لفقهاء حلب، وقرروا الخروج معهم لجهاد الصليبيين في بلاد الشام، ولما علموا بما آلت إليه تلك المدن من وقوعها تحت الغزو الصليبي رجعوا إلى بغداد ولم يفعلوا شيئاً [5]، ومهما يكن من أمر تلك الرواية يبدو أن فقهاء حلب قد سئموا من نجدة الخلافة في بغداد، وتوجهوا للاستغاثة بالإمارات المحلية لنجدتهم [6].

[1] ذيل تاريخ دمشق، ص 276.
[2] موقف فقهاء الشام، ص 79.
[3] الكامل في التاريخ (8/ 541).
[4] الكامل في التاريخ نقلاً عن موقف فقهاء الشام وقضاتها، ص 80.
[5] البداية والنهاية نقلاً عن موقف فقهاء الشام وقضاتها، ص 80.
[6] موقف فقهاء الشام وقضاتها، ص 91.
نام کتاب : دولة السلاجقة وبروز مشروع إسلامى لمقاومة التغلغل الباطني والغزو الصليبي نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 532
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست