نام کتاب : انبعاث الإسلام في الأندلس نویسنده : علي المنتصر الكتاني جلد : 1 صفحه : 203
ومن فبراير سنة 1595 م إلى آخر سنة 1597 م، أخرجت من تحت أرض التلة الغرناطية المسماة بعد ذلك بـ "التلة المقدسة" (ساكرو مونتي) مجموعة من الصفائح الرصاصية نقشت عليها كتابات مجهولة، منها ما هو بالعربية وما هو باللاتينية، كونت مكتبة كاملة تعود إلى القرون النصرانية الأولى. أما النصوص اللاتينية، فهي تقص استشهاد "القديس هيسكيوس"، رفيق "القديس شنت ياقو" من طرف "القديس سيسيل" في غرناطة. أما النصوص العربية فهي كتابات دينية مفادها أن عيسى ابن مريم عبد الله ورسوله وتكرر فيها عبارة "لا إله إلا الله عيسى روح الله" وبها أدعية "شنت ياقو" وقصة حياته ودراسة عن الملائكة وحياة سيدنا عيسى عليه السلام وحياة السيدة مريم
وتاريخ الإنجيل، الخ ...
وقد شكل دون بدرو دي كاسترو، لجنة كنسية كاثوليكية لدراسة الموضوع، فقررت أن الصفائح "رسائل إلهية"، وأنها "عقيدة سامية موحاة". لكن مجلس قشتالة طالب بنقل الصفائح إلى مجريط لترجمتها ودراستها من جديد. واتهمت الحكومة بعض الأطراف المورسكية بتزييف هذه الصفائح لإظهار باطل المسيحية الحالية، واتهم بذلك بصفة خاصة الموريسكيان "ألونسو دي قشتيليو" و"ميغال دي لونا".
وقد أشار الشهاب الحجري إلى رق غرناطة الذي قام بترجمته عند اكتشافه، إذ قال: "ففرح القسيس فرحًا عظيمًا بما ترجمت، وعلى أنه الحق، وأعطاني ثلاثمائة ريال وأيضًا كتابًا بالإذن بالترجمة من العربي إلى العجمي وبالعكس، وامتد الخبر عند النصارى، حين كانوا يشيرون عليّ ويقولون: هذا هو الذي فهم الرق الذي وجد في الصومعة". ولا شك أن الاكتشافين يدخلان في الحرب العقائدية التي كانت قائمة في إسبانيا بين المسلمين والنصارى.
وملخص القول ما قاله الشهاب الحجري، أحد رجالهم: كان المورسكيون "يعبدون دينين: دين النصارى جهرًا، ودين المسلمين في خفاء من الناس. وإذا ظهر على أحد شيء من عمل المسلمين يحكمون فيهم الكفار الحكم القوي، يحرقون بعضهم كما شاهدت".
6/ 3 - حياة المورسكيين الاجتماعية:
لم يكن المورسكيون يختلفون كثيرًا في عاداتهم عن المجتمعات الإسلامية الأخرى، رغم ضروريات التقية التي كانوا يمارسونها. فيقوم الفقيه بواجبه الإسلامي
نام کتاب : انبعاث الإسلام في الأندلس نویسنده : علي المنتصر الكتاني جلد : 1 صفحه : 203