responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : انبعاث الإسلام في الأندلس نویسنده : علي المنتصر الكتاني    جلد : 1  صفحه : 204
سرًّا، ويظهر بين الناس في شكل عامل من العمال. ويتظاهر رئيس الجماعة بضعف الحيلة، والغني بالفقر، ويخفي التقي المسلم تقواه الإسلامية بمظاهر نصرانية. وكانت للمورسكيين، خاصة الغرناطيين منهم، عصبية عائلية قوية، فكان كل واحد منهم ينتمي إلى عائلة يعرف اسمها الإسلامي السري رغم تظاهره بالاسم النصراني المرغم عليه. وكان لشباب المورسكيين احترام كبير لشيوخهم، والأبناء لآبائهم. وكان لكل عائلة شيخها الذي يجمع شملها، فيطيعونه ويحترمون أوامره. وكانت تجتمع العائلات المختلفة في قبائل ينظم شؤونها مجلس مكون من شيوخ العائلات المختلفة. وكان لهذه المجالس دور كبير في أخذ القرارات الهامة، كالقيام بثورة غرناطة الكبرى وغيرها.
وكان أهل البشرات من أشد الأندلسيين ارتباطًا بالإسلام، وأحسنهم تنظيمًا.
وكانت "الطاعة" في البشرات تقوم مقام القبيلة في المدينة، يترأسها قائد يقوم بأمور الدنيا، وفقيه يقوم بأمور الدين. وكانت تتجزأ كل طاعة إلى عدة قرى، وكل قرية إلى عدة حارات. ولما استعمر النصارى جبال البشرات أقاموا نصرانيًّا قائدًا أعلى للبشرات ونصارى قوادًا للطاعات، بينما تركوا رئاسة القرى لـ "وزراء" مورسكيين.
كان المورسكيون يحتفلون بالعقيقة والختان والزواج والجنازة، ويعطون لاحتفالاتهم طابعًا إسلاميًّا. وكانت لهم أسماء إسلامية سرية يعرفون بها بعضهم البعض، بينما يُعرفون في الشارع بالأسماء النصرانية المجبورة عليهم. ومع الأيام، اختلطت الأسماء عليهم فمحمد بن أمية مثلاً كان يعرف كذلك بفراندو البالوري (نسبة إلى بالور بلدة في البشرات)، كما اختلطت الأسماء الإسلامية والأعجمية بين المدجنين خارج مملكة غرناطة قبل سنة 1492 م.
ويعلم الآباء أبناءهم، منذ نعومة أظفارهم، الحذر من النصارى، ويلقنونهم مبادىء الإسلام، ويؤكدون عليهم التستر والتقية. ويعلمونهم تاريخ أمتهم الأندلسية، والإهانات التي ذاقوها على يد النصارى المحيطين بهم، ويزرعون في نفوسهم الافتخار بعقيدتهم وأخلاقهم وعاداتهم، وأنها أفضل مما لدى النصارى.
وكانت العلاقة القائمة بين المورسكيين والنصارى تتلخص في ثلاثة مشاعر، وهي: الاحتقار والخوف والكراهية، تشعر بها كل طائفة نحو الطائفة الأخرى، فالثقة كانت منعدمة تمامًا بين أفراد الطائفتين، حيث إن أي كلمة فاه بها المورسكي سرًّا لنصراني أو رأي عابر عبر به له، يمكن أن يؤدي بالمورسكي إلى محاكم التفتيش.

نام کتاب : انبعاث الإسلام في الأندلس نویسنده : علي المنتصر الكتاني    جلد : 1  صفحه : 204
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست