نام کتاب : انبعاث الإسلام في الأندلس نویسنده : علي المنتصر الكتاني جلد : 1 صفحه : 229
المؤسسات المستقلة لولايات المملكة المختلفة. وحمت الدولة في أيامه التجار، وألغت الضرائب على الإنتاج، وسهلت المواصلات مع أمريكا الجنوبية. وأخذت العاصمة مجريط تستقطب الكفاءات البشرية من الولايات المختلفة.
وفي عهد فليبي الخامس، انتشر العداء للكنيسة الكاثوليكية بزعامة الطبقة المتنورة من التجار وأصحاب المال، فحدّت الدولة من امتيازات الكنيسة الضخمة، وطردت اليسوعيين. ورغم ذلك شجع الملك ووزراؤه محاكم التفتيش، التي كانت تعيش آخر أيامها، على متابعة كبار القوم ومحاسبتهم على أفكارهم.
وخلف فليبي الخامس ابنه كارلوس الثالث (1746 - 1790 م). وفي أيامه قامت حرب السبع سنوات (1756 - 1763 م) بين فرنسا والنمسا وروسيا والسويد والساكس من جهة، وبريطانيا وبروسيا من جهة أخرى، بسبب تنافس فرنسا وبريطانيا على الهيمنة على أوروبا والتجارة العالمية. وانتهت الحرب بمعاهدة باريز التي تنازلت بموجبها فرنسا لبريطانيا عن الهند، عدا خمس مدن منها، وكندا والضفة الشرقية لنهر المسيسيبي، وتنازلت لحليفتها إسبانيا عن الضفة الغربية للنهر مقابل تنازل إسبانيا عن فلوريدا لبريطانيا، واسترجعت إسبانيا جزيرة ميورقة من بريطانيا.
وتابع كارلوس الثالث داخل البلاد سياسة سلفه، فعمم حرية التجارة سنة 1778 م، وانتعشت بسبب ذلك الموانىء، بما فيها ميناء إشبيلية بالأندلس، وتوسع نشاط ميناء برشلونة ونجح تجاره في إنشاء صناعة محلية. وقوى كارلوس الثالث سيطرة إسبانيا على مستعمراتها الأمريكية.
وخلف كارلوس الثالث ابنه كارلوس الرابع (1790 - 1808 م). وكان ملكًا ضعيفًا تدهورت في أيامه أوضاع إسبانيا، وسيطر على الدولة شاب من الاسترمادورا اسمه قودوي، بسبب تدخل الملكة، فكان له أسوأ الأثر، خاصة في السياسة الخارجية. وتحالفت إسبانيا مع فرنسا إبان ثورتها سنة 1789 م، فأضاعت كثيرًا من مصالحها. ففي معاهدة "باسل" انسحبت إسبانيا من جزيرة سانتو دومنقو، وتنازلت لبريطانيا عن جزيرة ترينداد ولويزيانا. وأخذت إسبانيا تفقد استقلالها بعد بروز نابليون في فرنسا سنة 1799 م. فاحتل الفرنسيون الأشبونة، عاصمة البرتغال، ثم قطلونية ونبارة. وفي هذه الأثناء، حاول معارضو الملك كارلوس الرابع خلعه وتولية ابنه فراندو مكانه. فاكتشف كارلوس الرابع المؤامرة بينما كان الجيش الفرنسي بقيادة "مورات" يغزو البلاد.
نام کتاب : انبعاث الإسلام في الأندلس نویسنده : علي المنتصر الكتاني جلد : 1 صفحه : 229