نام کتاب : انبعاث الإسلام في الأندلس نویسنده : علي المنتصر الكتاني جلد : 1 صفحه : 230
وفي 17/ 3 / 1808 م، بينما كان الجيش الفرنسي يتقدم نحو بلدة أرانخويز الملكية، جنوب مجريط، قامت مظاهرة شعبية كبيرة وخلعت الملك كارلوس الرابع الذي كان يفكر في الفرار مع وزيره قودوي، ونصبت ابنه خلفًا له تحت اسم فراندو السابع. لم يعترف مورات، رئيس الجيش الفرنسي الغازي، بخلع كارلوس الرابع، بل أرسله هو وابنه إلى نابليون في بلدة بايون على حدود إسبانيا. الذي خلعهما ونصب أخاه جوزيف بونابارت ملكًا على إسبانيا. وفي 8/ 5 / 1808 م، ثار الإسبان ضد الجيش الفرنسي وبدؤوا حرب تحرير شعبية، فتمردت أشتورياش وأراغون وجليقية على السلطات المتعاونة مع الفرنسيين، ثم انضمت كل الولايات إلى الثورة.
وتكون مجلس للثورة (كورتس) برئاسة فلوريدا بلانكا اي جوفلانوس، واجتمع في قادس بالأندلس. لم يتصرف جوزيف بونابارت وقواده بحكمة أمام هذه الثورة، بل واجهوها بالنهب والسلب والقتل، فتعطلت الإدارة، وتشتتت السلطة، وعادت إسبانيا إلى عادتها من استقلال الولايات في مواجهة العدو الغازي. وأخذ الكورتس الثوري يخطط لمستقبل إسبانيا: تحرير إسبانيا من تسلط الكنيسة مع احترام الدين، إلغاء محاكم التفتيش؛ تحديد أملاك الكنيسة الكاثوليكية؛ إعلان السيادة الوطنية؛ تفريق السلطات التشريعية والتنفيذية والقضائية؛ ضمان الحريات الأساسية؛ إنشاء مجلس بالانتخاب العام لمدة سنتين يوافق بالأكثرية على مشروعات الميزانية؛ إلغاء الملكية المطلقة وتعويضها بالملكية الدستورية مع حق النقض للملك؛ تنظيم الولايات. وفي 6/ 8 / 1811 م، اتخذ الكورتس الثوري قرارًا بإلغاء امتيازات النبلاء. وهكذا أدى الغزو الفرنسي إلى ثورة اجتماعية في إسبانيا غيرت طريقة تنظيم المجتمع الإسباني.
وفي سنة 1814 م، نجحت الثورة بانهزام فرنسا، ورجوع فراندو بن كارلوس الرابع إلى بلنسية ثم إلى مجريط، فاستقبلته الجماهير وأعادته ملكًا على إسبانيا تحت اسم فراندو السابع. وكان أول عمل قام به هو إلغاء الإصلاحات التي تقدمت بها كورتس قادس الثورية، ومتابعة المتعاونين مع فرنسا والطبقة المتحررة والمفكرة، فأعاد إسبانيا إلى تعصبها القديم.
7/ 2 - معاملة الدولة للمورسكيين:
رأينا أن طرد المسلمين من إسبانيا سنة 1609 م لم يكن جماعيًّا، خاصة في الأندلس حيث بقي معظم سكانها ذوي أصول إسلامية أندلسية، منهم من لم
نام کتاب : انبعاث الإسلام في الأندلس نویسنده : علي المنتصر الكتاني جلد : 1 صفحه : 230