نام کتاب : انبعاث الإسلام في الأندلس نویسنده : علي المنتصر الكتاني جلد : 1 صفحه : 280
وفي سنة 1913 م، زار إشبيلية فرانسسكو كامو، زعيم الحركة القطلانية في برشلونة بدعوة من "أتينيو" إشبيلية لإلقاء خطاب افتتاح "الألعاب الوردية"، فأعطى بذلك للحركة الأندلسية جدية، وزكاها بمساندة الحركة القطلانية لها. لكن بلاس إنفانتي لم يرتح لعلاقة القطلاني كامبو بالحركة الأندلسية. فالقومية القطلانية تختلف في أساسها عن الأندلسية، وللبورجوازية القطلانية مصلحة في استغلال موارد الأندلس الطبيعية ويدها العاملة الرخيصة لصناعتها وكأن الأندلس مستعمرة لقطلونية. فلم ير إنفانتي أنه من الممكن التعاون في المرحلة الراهنة بين القومية القطلانية والقومية الأندلسية الناشئة.
وفي 21/ 11 / 1913 م، قُبل إنفانتي في مجلس المحامين. وفي 23/ 3 / 1914 م، ألقى خطابًا في قسم العلوم الأخلاقية والسياسية في "أتينيو" إشبيلية عن "النظرية الأندلسية"، كان أساس كتابه التاريخي عن القومية الأندلسية. وتسبب الخطاب في مجادلة حادة بينه وبين خوزي مارية اسكيردو، أحد القوميين الأندلسيين، حول مواضيع دينية. وفي نفس السنة فتح إنفانتي مكتب محاماة في ساحة أرغويلس بإشبيلية. وفي سنة 1914 م، ظهرت الطبعة الأولى من كتاب "النظرية الأندلسية" في إشبيلية، يوضح فيه إنفانتي نظريته حول القومية الأندلسية، مما جعله كتاب الفكر الأندلسي الأساسي. ضم الكتاب عدة مقالات عن انبعاث الأندلس، و"حول الجهوية الأندلسية".
وفي نفس السنة، ابتكر إنفانتي فكرة تأسيس المراكز الأندلسية، وأسس أولها في إشبيلية سنة 1916 م، تبعته مراكز أخرى في مدن وقرى المقاطعات الأندلسية الثمانية. وكان قد أصدر عدد من القوميين الأندلسيين مجلة "بتيكا" (اسم الأندلس القديم) في 20/ 11 / 1913 م.
فلم يرتح إنفانتي للمجلة، فأصدر سنة 1916 م، بعد أن تعاون معها، مجلة "الأندلس" كلسان حال المراكز الأندلسية والحركة القومية الأندلسية كما يراها إنفانتي. صدرت المجلة في طبعة إشبيلية شهرية بمركز إشبيلية الأندلسي، وأخرى قرطبية أسبوعية، أصغر من سابقتها، بمركز قرطبة. واختلفت مجلة "الأندلس" عن مجلة "بتيكا" بكون الأخيرة كانت تتطرق للمجالات الثقافية والنظرية، بينما تطرقت مجلة "الأندلس" بصفة أوضح للمبادىء، والتعريف بها وتعميمها بالطرق السياسية.
نام کتاب : انبعاث الإسلام في الأندلس نویسنده : علي المنتصر الكتاني جلد : 1 صفحه : 280