نام کتاب : التيجان في ملوك حمير نویسنده : عبد الملك بن هشام جلد : 1 صفحه : 249
ولم يقض لي وحاكمت فحكم عليّ، فإذا كان ما هو كائن فإن ابني صيفيا هو تبع ثان، فإن رأيتم خيرا منه فلكم، وإن رأيتم شراً فالأمر للعام لا للخاص، قدموا أفضل منه. ثم قال:
سرت على الآفاق كالشمس ... بين طلوع السعد والنحس
أجوب غور الأرض في أثره ... بما رج للعلم عن أس
أوجفت بالخلق فلم أنتظر ... أسير في رفق وفي همس
انقل من أرض إلى أرضها ... أصبح في أرض ولا أمسي
كنت على الأرض كشمس بدت ... تشرق للناس بلا حس
حتى إذا عادت إلى حجبها ... عاد ضياء الشمس في طمس
حفظت ما خولت حتى إذا ... سلبته أمهل عن نفسي
من ذا يرجي العيش من بعد من ... حاط جموع الجن والأنس
أفصح ذو القرنين يوماً على ... ترجمه العالم في طرس
لا يصحب الأيام إلا امرء ... غاد وإن خلد كالأمس
والدهر يحدو أهله مسرعاً ... عن زهرة الدنيا إلى رمس
ثم مات تبع شمر يرعش فكان عمره ألف سنة وستين عاماً، وكان قد منع الولد فلم يولد له إلا بعد ثمانمائة عام. فقال الباني بن قطن ابن همدان بن مالك بن منتاب الحميري يرثى تبعاً:
أيها السائل الحوادث جهلاً ... هل سألت الزمان عن شمر رعش
ملك أطد الجبال فلت ... وأطاعته حيث يمشي فتمشي
قاد بالصين من تهامة حتى ... ترك الهند بين بهش ونهش
كاد نفير حين كاد وولي ... ترك الجيش بين قفر وعطش
نام کتاب : التيجان في ملوك حمير نویسنده : عبد الملك بن هشام جلد : 1 صفحه : 249