responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أسمى المطالب في سيرة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 468
والسلطان ولو على حساب دماء المسلمين، وما الفتنة التي أدت إلى مقتل عثمان، وما حرب الجمل إلا بسبب هذه الأطماع الشخصية [1] , ويظهر الاضطراب والنكارة في متن هذه الروايات في جل فقراتها، فقوله: إن ابن عباس قدم المدينة بعد بيعة علىّ يخالف الروايات الموثوقة في أنه جاء قبل أن يبايع بالخلافة وقد تقدم. وقوله: أشار المغيرة على علىّ بأن يرسل إلى عبد الله بن عامر وإلى معاوية، وإلى عمال عثمان بعهودهم يقرهم على أعمالهم .. يخالف روايات أوثق منها تفيد أن معظم هؤلاء الولاة قد تركوا ولاياتهم واتخذوا سبيلهم إلى مكة، فكيف يرسل إليهم بإثباتهم وهم قد تركوا البلاد؟.
وقوله: إن عليًا قال في هؤلاء الولاة، والله لو كانت ساعة نهار لاجتهدت فيها رأيي ولا وليت هؤلاء، ولا مثلهم يولى، يخالفه أن هؤلاء الولاة مؤهلون للإمارة والقيادة، فقد توسعت على أيديهم الدولة الإسلامية، فعبد الله بن عامر وصلت فتوح البصرة في ولايته إلى كابل - عاصمة أفغانستان- أما معاوية فلو أنه لم يكن مؤهلاً ما ولى عشرين عامًا .. وقد بينت أن عدم رضا مجموعة من الناس عن عمال عثمان هو بسبب ما أشاعه أهل الفتنة عنهم، وليس لعجزهم، والواقع التاريخي يثبت ذلك، وتصور الرواية الواهية المغيرة بن شعبة بالمداهنة والغش، وعدم المبالاة بمصلحة المسلمين، وفي هذا الوقت العصيب بالذات، وهذا لا يوافق أخلاقه وسيرته قبل الفتنة وبعدها، كما تصور - عن حسن نية- عليًا رضي الله عنه بالجاهل في هذه الأمور السياسية، وأن المغيرة وابن عباس هما العارفان بهذه الأمور [2] , وأما رواية أبى مخنف، فإن ابن عباس يشير على علىّ بعزل معاوية وأن ولايته لا تنفعه «سياسيًا» بخلاف روايات الواقدى- وفيها أن الصحابيين الجليلين طلحة والزبير إذا ولاهما على مِصْرَيْ العراق، فسيستأثران بموارده المالية [3].
إن الروايات السابقة واهية من حيث السند، وهذا كاف في إسقاطها،

[1] على وبنوه، طه حسين إسلاميات، ص (850، 851، 854)، عبقرية على ص (53، 55، 75) للعقاد.
[2] خلافة على بن أبى طالب، عبد الحميد على، ص (105).
[3] المصدر نفسه، ص (106).
نام کتاب : أسمى المطالب في سيرة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 468
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست