فقال جرير يرد عليه:
عَفَا ذُو حَمَامٍ بَعْدَنا وَحفيرُ ... وَبالسِّرِّ مَبْدى منْهُمُ وَمَصيرُ
تَكَلَّفُها لاَ دانياً منْكَ وَصْلُتَها ... وَلاَ صَرْمُهَا شَيْءٌ عَلَيْكَ يَسيرُ
فَإِنْ يُسْلِمِ الله الرَّوَاسم بالضُّحى ... وَمرُّ القَوَافي يهتدي ويجور
الرَّواسم الإبل، والرَّسيم سيرٌ رفيعٌ. ويروى، لئن سلم الله المراسيل بالضحى. المراسيل الإبل السهلة
الناجية، الواحدة مِرسال، يقول: مَرُّ القوافي يهتدي فيبلغ من قيل فيه وتجور عنهم أيضاً إلى قومٍ
آخرين. وروى أبو عمرو: فإن سلم الله الرواسيم بالضحى.
تُبَلِّغْ بَني نَبهانَ منِّي قَصَائداً ... تَطَالَعُ منْ سَلْمَى وَهُنَّ وُعُورُ
سلمى لبني نبهان خصوصاً، واسمُ نبهان أسودان، وإنما سُمِّي نبهان لأنه حضنه عبدٌ لأبيه يقال له
نبهان، فغلب عليه اسمه وأجأ لِثُعل وسائر بني الغوث، ورُوِى لتعِترفن نبهانُ مني قصائداً وروى
اليربوعيُّ:
إذا ما علت جَوْزا من الرَّملِ طالَعَتْ ... خَنَاذيذَ من سَلمى ...
قال أبو عبيدة: الخناذيذُ المشرفة من الجبال والخيل.
إذَا حَلَّ مِنْ نَبْهَانَ أَرْبابُ ثَلَّة ... بأَوْسَاطِ سَلْمَى دقَّةٌ وفُجُورُ
الثَّلة القطعة من الغنم، وروي بأوشالٍ، والوشل الماء يغدرُه السَّيل في النُّقرة، تكون في أعلى الجبل،
وفي الصخرة. الدِّقة من لُؤم