نام کتاب : أنس المسجون وراحة المحزون نویسنده : الحلبي، صفي الدين جلد : 1 صفحه : 80
يذكّرني طلوع الشّمس صخرا … وأذكره بكلّ غروب شمس (1)
ولولا كثرة الباكين حولي … على إخوانهم لقتلت نفسي
وما يبكون مثل أخي ولكن … أعزّي النّفس عنه بالتّأسّي
204 - الحنظلي:
لكلّ جديد لذّة غير أنّني … رأيت جديد الموت غير لذيذ
205 - قيل إنّ الرّئيس أبا عليّ بن سينا لما حضرته الوفاة قال له صهره أبو عليّ القرموي الصّوفي: اذكر ربّك. ففتح عينيه وقال: يا أبا علي، ومتى خلا قلبي من ذكر ربّي طرفة عين؟! ائتوني بسماع: أوتار وشبّابة. فاستدعوا لذلك، فقال: شدّوا طبقة لطيفة معتدلة وغنّوا بهذه الأبيات إلى أن تفارق روحي جسدي. وهي هذه:
هبت نسيم وصالكم سحرا … بحدائق للشّوق في قلبي
فاهتزّ غصن الوصل من طرب … وتناثرت درر من الحبّ
وغدت خيول الهجر شاردة … مطرودة بعساكر القرب
وبدت شموس الوصل خارقة … بشعاعها لسرادق الحجب
وبقيت لا شيئا أشاهده … إلاّ أقول بأنّه ربّي
فغنّوه وهو ملقى بين أيديهم، وروحه تشرئبّ إلى مفارقة جسده، ثم أصرف [2] أولاده ومن يصبو قلبه إليه، وبقي عنده صهره أبو عليّ فلمّا فارقت روحه جسده، قال عند ذلك: ربّ توفّني مؤمنا وألحقني بالصّالحين [3].
(1) قال الأصمعي: أرادت بطلوع الشمس للغارة، وبمغيبها للقرى.
204 - البيت لضابئ بن الحارث البرجمى من بني تميم، جاء في الأغاني 2/ 196: ولما حضرت الحطيئة الوفاة قال: أبلغوا أهل صابئ أنه شاعر حيث قال: لكل جديد. . . [2] هكذا ولعلها صرف أو استصرف. [3] إشارة إلى قوله تعالى: رَبِّ قَدْ آتَيْتَنِي مِنَ اَلْمُلْكِ وَعَلَّمْتَنِي مِنْ تَأْوِيلِ اَلْأَحادِيثِ فاطِرَ اَلسَّماواتِ وَاَلْأَرْضِ أَنْتَ وَلِيِّي فِي اَلدُّنْياوَاَلْآخِرَةِ تَوَفَّنِي مُسْلِماً وَأَلْحِقْنِي -
نام کتاب : أنس المسجون وراحة المحزون نویسنده : الحلبي، صفي الدين جلد : 1 صفحه : 80